وكان إبراهيم بن موسى بن جعفر العلوي قد ذهب إلى اليمن وتغلّب عليها ، فاستخلف حمدويه على مكة يزيدَ بن محمّد المخزومي وتوجه إلى إبراهيم في اليمن ، فحاربه إبراهيم بمن معه من اليمن في وقعات منكرة تأخذ من الفريقين ، ثمّ خرج إبراهيم بن موسى من اليمن يريد مكة.
وبلغ ذلك إلى يزيد بن محمّد المخزومي فخندق على نفسه في مكة ، وأرسل إلى سدنة الكعبة فأخذ منهم الذهب الذي كان بعث به المأمون من خراسان وضربه دنانير ودراهم ، واقترض قرضاً من الأعراب لينفقه.
وصار إبراهيم إلى مكة فواقفه يزيد في أصحابه ، وبعث إبراهيم بن موسى بعض أصحابه فدخل من الجبل ، فانهزم يزيد ولحقه بعضهم فقتله ، ودخل إبراهيم مكة فتغلّب عليها .. وأقام بها واستقامت له الأُمور وأخذ يدعو للمأمون!
ووجّه المأمون ببيعة الرضا عليهالسلام إلى مكة مع عيسى بن يزيد الجلودي ومعه خلعة الخضرة لإبراهيم ، فخرج إبراهيم فتلقاه وبايع لأخيه الرضا ، ولبس الأخضر وأخذ بيعة الناس له بمكة.
وكان حمدويه بن علي بن ماهان لمّا خرج إبراهيم من اليمن إلى مكة ، استمال جماعة من أهل اليمن وخلع المأمون! فكتب المأمون إلى إبراهيم بن موسى بولايته على اليمن ، وأمر الجلودي بالخروج معه لمعونته في محاربة حمدويه.
وكان زيد بن موسى بن جعفر قد استمال معه جماعة من قيسية البصرة وتغلّب عليها ، ونهب دوراً وأموالاً كثيرة للناس ، فانصرف الجلودي إليه إلى البصرة وحاربه حتّى تغلّب عليه وأخذه وحمله إلى المأمون فأطلقه (للرضا عليهالسلام).
وخرج إبراهيم إلى اليمن ، فاستقبله جماعة مع ابن حمدويه فحاربه إبراهيم فقتل من أصحابه خلقاً حتّى انهزم ابن حمدويه ، وصار إبراهيم إلى صنعاء ،