ويظهر من خبر لاحق أنّ ابن جعفر الهُماني كان بعد قتل المتوكل في (٢٤٧ ه) قد عاد من مكة إلى سامراء ، فيظهر من خبر أنّه عارض فارساً القزويني وتنازعا وحتى تسابّا ، وانتشر خبرهما بين شيعة الإمام ولم يصلهم تبرّؤ الإمام من القزويني ، فتحيّروا.
وكان من وكلاء الإمام أيضاً إبراهيم بن محمد الهمداني ، فكتب إليه عليهالسلام :
«جعلت فداك ، قِبلنا أشياء تُحكى عن فارس والخلاف بينه وبين علي بن جعفر ، حتّى صار يبرأ بعضهم من بعض ، فإن رأيت أن تمنّ عليَّ بما عندك فيهما ، وأيهما يتولّى حوائجي قِبلك ، حتّى لا أعدوَه إلى غيره ، فقد احتجت إلى ذلك ، فعلتَ متفضلاً إن شاء الله» (١).
فأرسله مع ابنه جعفر بن إبراهيم الهمداني في سنة (٢٤٨ ه) بعد قتل المتوكل في عهد المستعين.
فكتب إليه : «ليس عن مثل هذا يُسال ولا في مثل هذا يُشك ، فقد عظَّم الله من حرمة العليل (لقب الهماني) أن يقاس إليه القزويني! فاقصد إليه بحوائجك ، ومن أطاعك من أهل بلادك أن يقصدوا إلى العليل بحوائجهم ، وأن يجتنبوا القزويني أن يُدخلوه في شيء من أُموركم ، فإنه قد بلغني ما يموّه به عند الناس ، فلا تلتفتوا إليه ، إن شاء الله».
وقرأ الكتاب بعض أهل الكوفة (٢) ممّا يشير إلى محل التساؤل في الكوفة. إلّا أن ما يبعث على التساؤل هنا هي العلاقة بين الكوفة محل التساؤل وبين بلدة همدان من بلاد الجبال في إيران مدينة إبراهيم الهَمداني ومحل وكالته (٣)!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٥٢٣ ، الحديث ١٠٠٥.
(٢) المصدر السابق : ٥٢٧ ، الحديث ١٠٠٩.
(٣) المصدر السابق : ٦١١ ، الحديث ١١٣٦.