ونقل الحلبي عن ابن عياش : قبض بسامرّاء في الثالث من رجب نصف النهار. وليس عنده غير ابنه أبي محمد الحسن. فلعلّه تأكّد من وفاة الحسين ومحمد في حياة أبيهما الهادي عليهالسلام ، وغفل عن جعفر فإنه كان حياً لا خلاف فيه. ثمّ نقل عن ابن بابويه أنّه استشهد مسموماً وسمّى الأبناء والبنت سمّاها عُليّة (١) والتاريخ الأخير عن ابن عياش هو المعمول به اليوم.
واليعقوبي كأنما تأكّد من أنّه عليهالسلام لم يبقَ له عند وفاته من ولده الذكور غير اثنين : الحسن وجعفر. واختار وفاته في (٢٧) جمادى الآخرة وزاد : بعث المعتزّ بأخيه أحمد بن المتوكل (الموفق) فصلّى عليه في الشارع المعروف بشارع أبي أحمد ، فلمّا كثر الناس واجتمعوا كثر بكاؤهم وضجّتهم فرُد النعش إلى داره فدُفن فيها ، وسنّه أربعون سنة (٢).
والطبري قال : في (٢٧) جمادى الآخرة (مات) علي بن محمد بن الرضا عليهالسلام وصلّى عليه أبو أحمد بن المتوكل في الشارع المنسوب إليه ، ودُفن في داره (٣).
والمسعودي قال : في (٢٧) جمادى الآخرة كانت وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا في خلافة المعتزّ بالله سنة (٢٥٤ ه) وهو ابن أربعين سنة ، وصلّى عليه أحمد بن المتوكل في شارع أبي أحمد ، وكان يوم الاثنين فسُمعت جارية تقول في جنازته : ماذا لقينا في يوم الاثنين قديماً وحديثاً (٤)! ثمّ ذكر ما مرّ
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٢٣ ، وقال : في آخر أمر المعتمد العباسي. والصحيح : المعتز.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٣ ، ولبحث غسل المعصوم والصلاة عليه يراجع جدّه الرضا عليهالسلام.
(٣) تاريخ الطبري ٩ : ٣٨١.
(٤) مروج الذهب ٤ : ٨٤ وقديم يوم الاثنين وفاة خاتم المرسلين.