من خبر يحيى بن هرثمة عن إشخاصه للإمام إلى سامرّاء ، وقال : وقيل : إنه مات عليهالسلام مسموماً (١).
فالمسعودي هنا ذكر خبر الجارية المنادية في جنازة الهادي عليهالسلام بلا ذكر لموقف العسكري عليهالسلام من ذلك ، وفي كتاب منسوب إليه أو إلى سميّه ومعاصره ، حدّث عن جماعة حكوا أنّه كان قد اجتمع في جنازته جلّة بني هاشم من العباسيين والطالبيين وخلق من شيعتهم ، فكانوا في حيرة المصيبة إذ خرج من داخل الدار (الدخلاني) خادم ، ثمّ فُتح باب من صدر الرواق وخرج خادم أسود وخرج بعده أبو محمد الحسن العسكري عليهالسلام حاسراً مكشوف الرأس بثوب مشقوق وعليه مبطَّنة بيضاء وجهه كوجه أبيه لا يخطئ منه شيئاً ما كان يخرم من أبي الحسن شيئاً حتى كأنهم لم يفقدوا منه إلّاشخصه!
وكان في الدار من العباسيين أولاد المتوكل ومنهم ولاة عهده ، ومنهم أبو أحمد الموفّق (٢) فلم يبقَ أحد إلّاقام على رجله وأمسكوا عن الأحاديث والكلام ووثب إليه أبو أحمد الموفق فقصده أبو محمد العسكري فعانقه ثمّ قال له : مرحباً بابن العم! وجلس بين بابي الرواق ، والناس بين يديه ساكتين لا نسمع إلّاالسعال والعطاس!
وخرجت جارية تندب أبا الحسن عليهالسلام فقال أبو محمد : ما هاهنا من يكفي مؤونة هذه الجاهلة! فبادر إليها بعض شيعته فأعادها إلى داخل الدار (الدخلاني).
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٨٦.
(٢) في الكتاب : أبو محمد ، وبقرينة لقب الموفق فهو أبو أحمد كما في ساير الأخبار والتواريخ.