وكان أبو محمد عليهالسلام قد صلّى على أبيه قبل أن يُخرج إلى الناس ، وخرج خادم إلى أبي محمد عليهالسلام فوقف بحذائه ، فنهض واخرجت الجنازة ، فخرج يمشي حتى اخرج بها إلى الشارع الذي بإزاء دار موسى بن بُغا ، فصلّى عليها المعتمِد (كذا ولعلّه الموفّق) ثمّ ردّ إلى بيت من بيوت داره فاشتغلوا بدفنه.
وبعد الصلاة على الجنازة اشتدّ الحرّ من ضغطة الناس على أبي محمد عليهالسلام في طريق منصرفه من الشارع ، وكان في طريقه دكان بقال مرشوش ، فلمّا رآه سلّم عليه واستأذنه في الجلوس فأذن له وجلس ووقف الناس حوله ونحن فيهم ، إذ أتاه شابّ حسن الوجه نظيف الثياب على بغلة شهباء مسرّجة ، يقود له برذوناً أبيض ، فنزل وسأله أن يركب ، فركب إلى الدار. ثمّ خرج إلى الناس في عشية ذلك اليوم (١) الثالث من رجب عام (٢٥٤ ه).
ونختم الفصل بكلام ابن الوردي قال : في (٢٥) جمادى الآخرة توفي في سامرّاء علي بن الجواد ، الملقّب بالنقي الزكي الهادي ، أحد الأئمة الاثني عشر برأي «الإمامية» ثمّ أورد خبر السعي به إلى المتوكل وحمله إليه ليلاً وهو على الشراب والخمر ، وطلبه الشعر من الإمام عليهالسلام ، ثمّ قال : وقيل له العسكري أيضاً لسكناه بسامرّاء فهي عسكر لسكنى العسكر بها. وهو والد الحسن العسكري وهو والد محمد المنتظر وهو ثاني عشرهم ، ويلّقب بالقائم والمهدي والحجة (٢) عجلّ الله تعالى فرجه.
__________________
(١) اثبات الوصية : ٢٣٤.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٣.