لشدة الحر (١) وقال السيوطي : أقاموه في الشمس في يوم صائف يلطمون وجهه ويقولون له : اخلع نفسك. وكان قاضيه ابن أبي الشوارب الأُموي فأحضروه وشهوداً آخرين فخلع نفسه. واحضروا محمد بن الواثق من بغداد فما قبل البيعة حتى أتوا بالمعتز فقام له المهتدي وسلّم عليه بالخلافة وجلس بين يديه! فجيء بالشهود فشهدوا : أنّ المعتزّ عاجز عن الخلافة! فاعترف هو بذلك ومدّ يده فبايع المهتدي ، فحينئذٍ ارتفع المهتدي إلى صدر المجلس (٢).
قال المسعودي : وتنازع الناس في كيفية قتل المعتز مفصّلاً ، ورأيت أصحاب السير والتواريخ وذوي العناية بأخبار الدول قد تباينوا فيه .. والأشهر في الأخباريين ممن عُني بأخبار العباسيين : أنّه اكره على دخول الحمام وكان محمياً جداً ومُنع الخروج منه وتُرك في الحمام حتّى فاضت نفسه ، ومنهم من ذكر أنه بعد أن كاد يموت أُخرج ولكنه سُقى شربة ماء مثلّجة فنثرت كبده وأمعاءه فخمد ، وذلك ليومين خلون من شعبان سنة (٢٥٥ ه) (٣) وصلّى عليه المهتدي ، وله ثلاثة أبناء : محمد وعبد الله والمهتدي أيضاً وعمره (٢٢) عاماً (٤) أو (٢٤) عاماً ، وكان أبيض حسن الوجه أسود الشعر حسن العينين لم يُر في الخلفاء أجمل منه ، ولكنه لا رأي له فتُدبّره أُمه قبيحة الرومية ، وهو يؤثر اللذات (٥).
وانفرد ابن العبري في كيفية قتله بقوله : سلّموه إلى من يعذّبه فمنعه الأكل
__________________
(١) مختصر تاريخ الدول : ١٤٧.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٢١ و ٤٢٢.
(٣) مروج الذهب ٤ : ٩٧.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٤.
(٥) التنبيه والإشراف : ٣١٦.