قالت : فقلت له : ومَن أُمُّه؟ قال لي : هي نرجس. قلت له : جعلني الله فداك ما بها أثر! فقال : هو ما أقول لك.
قالت : فلمّا جلست جاءت (نرجس) تنزع خُفّي! وقالت لي : يا سيدتي كيف أمسيتِ؟ فقلت لها : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي! فقالت : ما هذا يا عمة! قالت : فقلت لها : يا بنية ؛ إنّ الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة! قالت : فخجلتْ واستحيتْ!
فلمّا أن فرغتُ من صلاة العشاء الآخرة أفطرتُ ، وأخذتُ مضجعي فرقدتُ ، فلمّا أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ، ففرغت من صلاتي ، ثمّ جلست معقّبة ثمّ اضطجعتُ ثمّ انتبهتُ وهي راقدة. ثمّ قامت فصلّت ونامت. وخرجت أنا أتأمل الفجر ، فإذا أنا بالفجر الأول كذنب الذئب السحران! وهي نائمة ، فدخلتني الشكوك (كذا)!
فصاح بي أبو محمد من المجلس (محلّ المجلس العام) فقال : لا تعجلي يا عمة! فهاكِ الأمر قد اقترب!
قالت : فجلست وقرأت الم السجدة ويس ، فبينا أنا كذلك إذ انتبهتْ (نرجس) فزعةً ، فوثبت إليها فقلت لها : اسم الله عليك! ثمّ قلت لها : أَتُحسّين شيئاً؟ قالت : نعم يا عمّة. فقلتُ لها : اجمعي نفسك وقلبك فهو ما قلت لك! فأخذتها فترة وأخذتني وانتبهت بحسّ سيدي! فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به ساجداً يتلقى الأرض بمساجده ، فضممتُه إليّ فإذا أنا به نظيف متنظّف!
فصاح بي أبو محمد عليهالسلام : هلّمي إليّ ابني يا عمة.
فجئت به إليه فوضع يديه تحت ظهره ووضع قدميه على صدره وأمرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثمّ أدلى لسانه في فيه ثمّ قال له : تكلّم يا بني ...