والمعنيّ بالناحية : الناحية المقدسة للحجة عليهالسلام ، وظاهره أنه وإن لم يكن بداره جهاراً ولكنّه كان بسامرّاء سرّاً يعلمه ويعرفه بعض العلويّين فأعلمهم بخبر الصبيّة وبعثوا (؟) بثمنها عن أصحابها من آل جعفر الطيار رضى الله عنه. وكان لهم من المال ما يتصرّفون به وإن كان جعفر الكذّاب حاول أن يجرّدهم منه.
بل أسند الكليني عن شيخه علي بن محمد القمي عن الفضل المدائني الخزّاز (عن) مولى خديجة بنت الجواد عليهالسلام (أُخت حكيمة) : أنّ قوماً من الطالبيين بالمدينة كانوا يقولون بالحق ، وكانت ترد عليهم وظائف (مالية) في أوقات معلومة! عن أبي محمد العسكري عليهالسلام ، فلمّا مضى أبو محمد عليهالسلام ثبت جمع منهم على القول بولده (المهدي عليهالسلام) فوردت إليهم وظائفهم (المالية) وقُطعت عن من لم يثبت منهم على القول به عليهالسلام (١).
وكان من وكلاء الهادي عليهالسلام : فارس بن حاتِم القزويني البغدادي ، ثمّ غلا فيه وفتن جمعاً ودعاهم إلى البدع ، وبلغ ذلك إلى الإمام عليهالسلام فخرج منه كتاب فيه : هذا فارس «لعنه الله» كان يعمل من قبلي (ثمّ كان) فتّاناً داعياً إلى البدعة ، فدمه هدر لكل من قتله! فمن يقتله ويريحني منه وأنا ضامن له على الله الجنة!
وقصد فارس سامرّاء ، فأرسل الهادي عليهالسلام إلى رجل من مواليه يُدعى الجُنيد أمره بقتل فارس!
فأسند الكشي عن سعد بن عبد الله الأشعري القمي عن جُنيد هذا قال : لمّا أرسل إليَّ أبو الحسن العسكري يأمرني بقتل فارس ، قلت : لا ، حتى أسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به!
فبلغ ذلك إلى الإمام عليهالسلام فبعث إليّ فدعاني إليه ، فصرت إليه ، فقال لي :
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥١٨ ، الحديث ٧ ، باب مولد الصاحب عليهالسلام.