داراً فنزلتها ، فجاءني بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلّفها عندي ، فقلت له : ما هذا؟ قال : هو ما ترى! ثمّ جاءني آخر بمثلها ، وآخر ، حتى ملؤوا الدار! ثمّ جاءني أحمد بن إسحاق الأشعري القمي بجميع ما كان معه ، فتعجبت وبقيت متفكراً!
ثمّ وردت عليَّ رقعة من الرجل عليهالسلام : إذا مضى من النهار كذا فاحمل ما معك (إلى العسكر / سامراء). فحملت ما معي ورحلت ، وصادفت في الطريق صعلوكاً يقطع الطريق في ستين رجلاً معه! فاجتزت عليه وسلّمني الله منه ، حتى وافيت العسكر (سامرّاء) ونزلت.
فوردت عليَّ رقعة : أن احمل ما معك (إلينا)؟ فناديت حمّالين حملوه في صِنانهم حتى بلغت دهليز (المنزل؟) فإذا فيه أسود قائم فقال لي : أنت الحسن بن النضر؟ قلت : نعم. قال : ادخل. فدخلت الدار ودلّني على بيت ففرغ فيه الحمالون صنانهم. وكان في زاوية البيت خبز كثير! فأَعطى الأسود كلّ واحد من الحمّالين رغيفين وخرجوا.
ثمّ نوديت : يا حسن بن النضر! وإذا بالصوت من بيت عليه ستر ، قال : أحمد الله على ما منّ به عليك ولا تشكّن ، وقد ودّ الشيطان أنّك شككت! (ثمّ دخل العبد) وأخرج إليّ ثوبين وقيل لي : خذهما فستحتاج إليهما! فأخذتهما وخرجت (١).
حدّث الحسن بن النضر بهذا لسعد بن عبد الله الأشعري القمي (بقم ظاهراً) قبل شهر رمضان ، قال سعد : فلمّا دخل شهر رمضان مات الحسن وكُفّن في الثوبين (٢) فإن كان في رمضان من عام (٢٦٠ ه) فذلك يعني أنه انصرف من العراق إلى قم ومات قبل الحج ، وخلا الخبر عن ذكر الحج ، ولعلّه كان ذلك في رمضان عام (٢٦١ ه) بعد عودته من الحج. وخلا الخبر كذلك عن ذكر عن العَمري
__________________
(١) و (٢) أُصول الكافي ١ : ٥١٧ ، الحديث ٤.
(٢)