الأسدي ببغداد أو سامرّاء ، وهل كانت داراً جديدة أم دارهم الأُولى؟ فكيف سلمت من مزاحمة جعفر الكذّاب؟
ولئن كان الكليني اكتفى في السفراء بالإشارة بلقب الأسدي إلى أكبرهم وأوّلهم عثمان بن سعيد الأسدي العَمري ، فتلميذه وكاتبه ابن أبي زينب محمد بن إبراهيم النعماني (ق ٣ ه) علّق عليه على خبر عن الصادق عليهالسلام في الغيبتين قال : هذه الأحاديث التي يذكر فيها : أنّ للقائم عليهالسلام غيبتين ، أحاديث قد صحّت عندنا بحمد الله ، وأوضح الله قول الأئمة عليهمالسلام ، وأظهر برهان صدقهم فيها. فأمّا الغيبة الأُولى : فهي الغيبة التي كان فيها بين الإمام عليهالسلام وبين الخلق سفراء قائمون منصوبون ظاهرون! موجودوا الأشخاص والأعيان ، يخرج على أيديهم الشفاء من العلم وعويص الحكم ، والأجوبة عن كل ما كانوا يسائلون عنه من المعضلات والمشكلات. وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرّمت مدّتها. والغيبة الثانية : هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط (١) بالإجمال بلا تفصيل.
وعلّق على آخر الأحاديث المئة في الباب العاشر من كتابه قال : وهل هذه الأحاديث إلّادالة على غيبة صاحب الحق .. ثمّ على غيبة السبب الذي كان منصوباً عنه عليهالسلام بينه وبين شيعته ، وهو اسناد الذي كانوا يُسندون إليه أُمورهم فيرفعها إلى إمامهم في حال غيبته عليهالسلام ، فصاروا عند رفعه كموات المعز! وقد كان لهم في الوسائط بلاغ وهدى ومسكة عن الإرهاق ، حتى أجرى الله تدبيره وأمضى مقاديره برفع الأسباب (٢) بلا تفصيل أيضاً ، ولعلّ لأنهم كانوا يرون ذلك يومئذٍ توضيحاً للواضح لا طائل تحته.
__________________
(١) كتاب الغيبة للنعماني : ١١٥.
(٢) كتاب الغيبة للنعماني : ١٢٨.