وقد ادّعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادّعاه ، فلا أدرى أية حالة هي له رجاء أن تتمّ دعواه! أبفقه في دين الله! فوالله ما يعرف حلالاً من حرام ولا يفرِّق بين خطأ وصواب. أم بعلم! فما يعلم حقّاً من باطل ولا محكماً من متشابه. ولا يعرف حدّ الصلاة ووقتها! أم بورع! فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوماً يزعم ذلك لطلب الشعوذة (١)! ولعلّه قد تأدّى خبره إليكم ، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة ، وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة. أم بآية! فليأتِ بها. أم بحجة! فليُقمها. أم بدلالة! فليذكرها.
فالتمِس ـ تولّى الله توفيقك ـ من هذا الظالم ما ذكرتُ لك وامتحنه ، وسله عن آية من كتاب الله يفسّرها ، أو صلاة فريضة يبيّن حدودها وما يجب فيها لتعلم حاله ومقداره ويظهر لك نقصانه وعَواره ، والله حسيبه.
حفظ الله الحق على أهله وأقره في مستقرّه ، وقد أبى الله عزوجل أن تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام. وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق واضمحلّ الباطل وانحسر عنكم. وإلى الله أرغب في الكفاية وجميل الصنع والولاية. وحسبنا ونعم الوكيل ، وصلّى الله على محمد وآل محمد (٢).
وكان ببغداد رجل من الشيعة يُدعى ابن أبي غانم القزويني لم يؤمن بوجود الخلف الحجة بعد العسكري عليهالسلام ، وكان يشاجر الشيعة في ذلك فيُدخل عليهم الريب والشك والحيرة ، فكتب جماعة من الشيعة كتاباً في ذلك وأنفذوه إلى الناحية المقدسة ، فورد جواب كتابهم بخطه عليهالسلام :
بسم الله الرحمنِ الرحيم .. إنه انهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين
__________________
(١) هذا أقدم ما بأيدينا من أخبارهم عليهمالسلام عن أربعين المشعوذين من الصوفية وغيرهم.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٢٨٧ ـ ٢٩٠ ، الحديث ٢٤٦.