سنة وعلى وزارته العباس بن الحسن بن أيوب (١) كما كان عليها في أواخر أبيه المكتفي (٢).
ولأربعة أشهر من خلافته توافق جمع من كتّابه وقوّاده على خلعه والبيعة لعبد الله بن المعتز ، منهم الحسين بن حمدان بن حمدون التغلبي ووصيف بن سوار تكين الخزري وعلي بن عيسى ومحمد بن داود الجرّاح ، ومانعهم العباس بن الحسن الوزير ومعه فاتك العضدي فقتلوهما وخلعوا المقتدر وبايعوا ابن المعتزّ لمنتصف ربيع الأول سنة (٢٩٦ ه) وأقاموا على ذلك يوماً وليلة.
ثمّ ثار عدة من خواص الغلمان فقتلوا ابن المعتز وكثيراً من أنصاره وشتّتوا سائرهم وأعادوا المقتدر (٣).
ذلك ما ذكره المسعودي ، وقال ابن العبري : أنّ الحسين بن حمدان التغلبي لما غُلب على أمره بخلع المقتدر ، واقتدر أنصاره فأعادوه قاتلهم الحسين بن حمدان عامة النهار وانصرف عنهم آخره ، فلمّا جنّه الليل سار بأهله وماله عن بغداد إلى الموصل. فلمّا رأى ذلك ابن المعتزّ ركب بجمعه إلى الصحراء عسى أن يتبعه من بايعه ، فلمّا لم يلحقه أحد رجعوا واختفوا!
وثار العيّارون والسفلة ببغداد ينهبون الدور ويقتلون ، ووقعت الفتنة والقتل والنهب ببغداد ، حتى خرج المقتدر بعسكره فقبض على جماعة منهم وقتلهم ، فهدأت الفتنة.
ثمّ كتب إلى أبي الهيجاء بن حمدان أخ الحسين بن حمدان يأمره
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٢٠١ و ٢٠٢.
(٢) التنبيه والإشراف : ٣٢٩.
(٣) التنبيه والإشراف : ٣٢٦ ، ٣٢٧.