إلى همَدان قمت مرة أُخرى بتمييز تلك السبائك والفضة لاهتمامي بحفظها ، فرأيت أني قد فقدت منها سبيكة بوزن مئة وثلاثة مثاقيل ، فسبكت من مالي مكانها سبيكة بوزنها وجعلتها معها.
فلمّا وردت بغداد قصدت الشيخ النوبختي وسلّمتها إليه ، فمدّ يديه إلى السبيكة من مالي ورمى بها إليّ وقال لي : سبيكتنا ضيّعتها في سرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل ، فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت سابقاً ، واطلب هناك السبيكة تحت الرمل فإنك ستجدها ؛ وستعود إلى هاهنا فلا تراني!
قال الدورقي الصيرفي ، فلمّا انصرفت رجعت إلى سرخس ونزلت حيث كنت نزلت فوجدت السبيكة تحت الرمال وقد نبت عليها الحشيش ، فأخذتها وانصرفت بها إلى بلدي بلخ.
وتوفى الشيخ النوبختي في شعبان سنة (٣٢٦ ه) وفي خبر الدورقي الصيرفي ما يدلّ على أنّ النوبختي قد أشار عليه بالعودة إلى بغداد وتسليم السبيكة بعده إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري الصيمري البصري ، قال : فلمّا كان موسم الحج القادم عام (٣٢٦ ه) حججت فدخلت بغداد ، فكان الشيخ النوبختي قد مضى رضى الله عنه ، فلقيت الشيخ السمري فسلّمت السبيكة إليه (١).
روى الصدوق ذلك ثمّ روى نحوه عن الحسين بن علي القمي البغدادي البخاري أنه كان ببخارى واستلم من ابن جاوشير عشرة سبائك ذهب للشيخ النوبختي فلمّا دخل بغداد وجدها قد نقصت واحدة فاشترى مكانها سبيكة بوزنها وجعلها معها ، فعرفها النوبختي وقال : خذها وقد وصلت التي ضيّعتها في آمل طبرستان (٢).
__________________
(١) كمال الدين : ٥١٦ ، الحديث ٤٥.
(٢) كمال الدين : ٥١٨ ، الحديث ٤٧.