مَن يقوم مقامه ومَن الموكَّل بعده؟ فذكر لهم : أنه لم يؤمر بأن يوصي في هذا الشأن إلى أحد بعده (١).
ثمّ اعتلّ فحضروه قبل وفاته بأُسبوع تقريباً في اليوم السابع من شهر شعبان سنة (٣٢٨ ه) فأخرج لهم توقيعاً فيه : «بسم الله الرحمنِ الرحيم ، يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام! فاجمع أمرك. ولا توصِ إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت «الغيبة التامة».
فلا ظهور إلّابعد إذن الله «تعالى ذكره» وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً!
وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر! ولا حول ولا قوة إلّابالله العلي العظيم».
أخرجه الصدوق عن الحسن بن أحمد المكتّب قال : نسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلمّا كان اليوم السادس عُدنا إليه وإذا هو يجود بنفسه ، فقال له بعض من لم يحضره قبل هذا : مَن وصيّك بعدك؟ قال : لله أمر هو بالغه. فكان هذا آخر كلام سُمع منه (٢) ثمّ مضى رضى الله عنه في النصف من شعبان سنة (٣٢٨ ه) (٣).
ذلك ما أخرجه الصدوق ، ورواه عنه الطوسي إلّاأنّه قال : سنة (٣٢٩ ه) (٤) ونقله عنه الشيخ التقي الشوشتري وقال : إلّا أنّ الصدوق أعرف منه وأضبط ، فنقْله مقدَّم (٥) كما تقدم.
__________________
(١) الغيبة للطوسي : ٣٩٤ ، الحديث ٣٦٣.
(٢) كمال الدين : ٥١٦ ، الحديث ٤٤ باب التوقيعات.
(٣) كمال الدين : ٥٠٣ ، الحديث ٣٢ باب التوقيعات.
(٤) الغيبة للطوسي : ٣٩٤ ، الحديث ٣٦٤.
(٥) قاموس الرجال ٧ : ٤٣٨ برقم ٥١١٢.