وقال العلماء : إنّما عنى الله بذلك اليهود والنصارى! فقال أبو الحسن : سبحان الله! إذاً يدعوننا إلى دينهم ويقولون إنّه أفضل من دين الإسلام! وهل يجوز ذلك؟!
والآية العاشرة : فقول الله عزوجل : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ (١)) الآية .. أخبروني هل تصلح ابنتي وابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله صلىاللهعليهوآله أن يتزوّجها لو كان حياً؟ قالوا : لا ، قال : فأخبروني هل تصلح ابنة أحدكم له أن يتزوجها لو كان حياً؟ قالوا : نعم. قال : وهذا لأني أنا من آله ولستم من آله (كذا).
والحادية عشرة : فقول الله عزوجل : (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ (٢)) الآية ، إذ نسبه إلى فرعون بنسبه وليس بدينه ، ونحن من آل رسول الله صلىاللهعليهوآله بولادتنا منه ، ويعمّنا الدين مع الناس (في الأُمة) فهذا فرق (آخر) بين «الآل» و «الأُمة» فهذه الآية الحادية عشرة.
وأما الثانية عشرة : فقوله عزوجل : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (٣)) إذ أمرنا (الله) مع الأُمة بإقامة الصلاة ، ثمّ خصّنا من دون الأُمة ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد نزول هذه الآية إلى تسعة أشهر يجيء إلى باب علي وفاطمة عليهماالسلام كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات (كذا) فيقول : «الصلاة رحمكم الله» فخصّصنا الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية .. وما أكرم الله أحداً من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا وخصّنا بها من دون أهل بيتهم جميعاً.
__________________
(١) النساء : ٢٣.
(٢) المؤمن : ٢٨.
(٣) طه : ١٣٢.