وإنّما قال بهذا بعد وفاة الباقر عليهالسلام ، وأظهر المقالة بذلك ، فبرئ منه الصادق عليهالسلام فبرئت منه «الشيعة» ورفضوه ، فهو سمّاهم «الرافضة» فهو أوّل من سمّاهم بها!
ثمّ ترقى الأمر بالمغيرة إلى أن زعم أنّه رسول نبيّ وأنّ جبرئيل يأتيه بالوحي من عند الله! فأخذه خالد القسري فسأله عن ذلك فأقرّ به ودعاه إليه! فاستتابه خالد فأبى أن يرجع من قوله (١).
وروى الطبري عن سليمان بن مهران الأعمش قال : كان المغيرة بن سعيد يخرج إلى المقبرة فيتكلّم (بكلمات) فيُرى على القبور مثل الجراد! وسمعته يقول : لو أردت أن أُحيي عاداً وثمود وقروناً بين ذلك كثيراً لأحييتهم (٢)! وصحّحه الدينوري : قال الأعمش : قلت للمغيرة : هل كان عليّ يُحيي الموتى؟ فقال : لو شاء لأحيا عاداً وثمود وقروناً بين ذلك كثيراً! وكان صاحب نيرنجات (٣).
ذكروا أنّه كان مولى بجيلة ، ونصّ النوبختي أنّه كان مولى خالد القسري البجلي (٤) فهو ليس العجلي كما قالوا! بل البجليّ مولاهم بل مولى القسري وجاسوسه المدسوس بين بني علي عليهالسلام ليدسّ الكفر في كتب الأخبار من أنصارهم كما مرّ عن الصادق عليهالسلام ، وليشقّوا به عصاهم ، وليشرخوا به شرخاً بين أتباعهم ومذهبهم كما فعلوا ذلك فعلاً ، فلمّا قضوا به وطرهم قضوا عليه قبل أن يكشف نفسه فيكشفهم ، كان كلّ ذلك عام (١١٩ ه).
__________________
(١) فرق الشيعة : ٦٢ و ٦٣ ، وفي المقالات والفرق : ٧٦ و ٧٧ وفيهما : فقتله وصلبه!
(٢) تاريخ الطبري ٧ : ١٢٨.
(٣) عيون الأخبار ٢ : ١٤٨ ، والنيرنج معرّب نيرنگ بالفارسية أي الحيلة.
(٤) فرق الشيعة : ٦٣ ، وفي المقالات والفِرق : ٧٧.