دار الإمارة وأخذ أصحاب خالد ونزعه ثيابه وملابسه وألبسه جبّة صوف وجمع يديه إلى عنقه بقيود جامعة ، وحبسهم يطالبهم بالستة والثلاثين مليون درهم.
وبلغ ذلك الناس فاجتمع جماعة دهاقين العراق ومياسير الناس وقالوا ليوسف : نحن نتحمّل هذا المال عن خالد ونؤدّيه. فقبل يوسف ذلك منهم ، فلمّا حملوا المال إليه عاد فطالب خالداً بالمال.
وعزل يوسف طارق بن أبي زياد عامل خالد على فارس وطالبه بعشرين مليوناً ، وعزل الزبير عامل خالد على إصفهان والريّ وقومس وطالبه بمثله ، وعزل أبان بن الوليد البجلي وطالبه بعشرة ملايين ، وعزل بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عامل خالد على البصرة وسجنه يطالبه بمثله ، فهرب من سجنه إلى هشام بالشام ، فأعاده هشام إلى يوسف فعذّبه حتّى قتله ، واستصفى داره بالبصرة وجعل داره بالكوفة سجناً! وكان الحكم بن عوانة عامل خالد على السند ومعه عمرو بن محمد بن القاسم الثقفي ، فلمّا بلغ الحكم أخبار يوسف استخلف الثقفيّ على الخيل وأوغل بخيله في بلاد السند ولم يزل يقاتل حتّى قتل (١).
فروى الأموي الزيديّ بثلاثة طرق : أنّ خالداً ادّعى (بالتعذيب) أموالاً على رجال من بني هاشم وغيرهم ، أحدهم من خؤولة هشام من بني مخزوم هو أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومي ، فاجتنبوه لخؤولته لهشام فلم يؤاخذ بشيء من ذلك. وثانيهم من بني زهرة هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، ومن بني هاشم هم : داوود بن علي بن عبد الله بن العباس ، ومحمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، وزيد بن علي عليهماالسلام ، فكتب يوسف بهم إلى هشام (٢).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٣ ـ ٣٢٤.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٩٠.