أن نبايعه؟ فقال لهم : «نعم ، بايعوه» ثمّ قال الأزدي : ولكنّهم كتموا ما أمرهم به (١) والصحيح : ما أذن لهم فيه.
قال : وكان (هؤلاء) يزعمون أنّ أبا جعفر محمّد بن علي هو الإمام ، وكان قد هلك (!) يومئذ ، وكان ابنه جعفر بن محمّد حيّاً (٢) فقالوا : هو أحقّ بالأمر بعد أبيه! فهو إمامنا اليوم ، ولا نتّبع زيد بن علي فإنّه ليس بإمام. ففارقوه كما فارقوا من قبل المغيرة بن سعيد البجلي ، فهم يزعمون أنّه هو الذي سمّاهم «الرافضة» فسمّاهم زيد «الرافضة» أي لأنّهم رفضوه أو رفضوا الوفاء ببيعتهم له.
وذلك : أنّه اجتمعت جماعة من رؤوسهم إليه وقالوا له : رحمك الله! ما قولك في أبي بكر وعمر؟
قال زيد : ما سمعت أحداً من أهل بيتي يتبرّأ منهما ، ولا يقول فيهما إلّاخيراً!
فقالوا : فلِمَ تطلبُ بدم أهل هذا البيت؟! (أليس) لأنّهما وثبا على سلطانكم فنزعاه من أيديكم؟!
قال زيد : إنّ أشدّ ما أقول فيما ذكرتم هو : أنّا كنا أحقّ بسلطان رسول الله صلىاللهعليهوآله من الناس أجمعين ، وأنّ القوم استأثروا علينا ودفعونا عنه (ولكن) لم يبلغ ذلك بهم عندنا كفراً.
قالوا : فإن كان اولئك لم يظلموك فلم يظلمك هؤلاء ، فلِمَ تدعو إلى قتال قوم ليسوا بظالمين لك؟!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ : ١٨١ ، ونسبه البلاذري في أنساب الأشراف ٤ : ٢٤٩ ، الحديث ٢٥١ خطأ إلى أخيه الباقر عليهالسلام وزاد أنّ سؤالهم كان بطلب من زيد نفسه.
(٢) من قوله : كان حيّاً ، يفهم أنّه لم يكن حيّاً يوم كتابة أبي مخنف له ، أي يوم تأليفه لكتابه في أخبار زيد الشهيد ، أي كان ذلك بعد وفاة الصادق عليهالسلام في (١٤٨) وقبل وفاته هو في (١٥٨ ه).