سعيد (١) المرّي الغطفاني (٢) فجعله على جيش الشام وبعثهم لقتال زيد ، فسار حتّى انتهى إلى زيد عند دار الرزق ، وهناك خشب كثير للتجّار مضايق للطريق (٣).
فروى الأموي الزيدي عن سعيد بن خيثم العبدي قال : كان قد بايع زيداً أكثر من اثني عشر ألفاً ، فغدروا به ، وكنّا نحن مع زيد في خمسمئة (في اليوم الثاني) وأهل الشام في اثني عشر ألف. فخرج زيد إليهم وصاحب لوائه عبد الصمد السعدي وجدّه صهر العباس بن عبد المطلب! وقد قسّم زيد أصحابه يمنة ويسرة على أحدهما معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري. وعلى الأُخرى نصر بن خزيمة العبسي.
وكان رجل من بني عبس الشام مع يوسف الثقفي يدعى نائل بن فروة ، فلمّا سمع بنصر العبسي قال : والله لئن ملأت عيني من نصر بن خزيمة لأقتلنّه أو ليقتلني! وكان ليوسف سيف لا يمرّ بشيء إلّاقطعه فقال له : خذ هذا السيف ، فدفعه إليه لذلك. فلمّا التقى أصحابه بأصحاب زيد وأبصر نائل نصراً فأقبل نائل إلى نصر فضربه على فخذه فقطعه! وضربه نصر ضربة فقتله ، ثمّ مات نصر «رحمهالله» ففقد زيد به أحد ركنيه.
ولمّا رأى العباس المُرّي أصحاب زيد (الخمسمئة) نادى بجيش الشام معه : يا أهل الشام الأرض الأرض! فنزل منهم ناس كثير واقتتلوا قتالاً شديداً في المعركة حتّى قتل منهم سبعون رجلاً! ثمّ إن زيداً وأصحابه هزموهم ، فانصرفوا عنهم بأسوأ حال. وعباس المرّي يناديهم أن اركبوا فإنّ الخيل لا تطيق الرجال في المضيق ، فركبوا وانصرفوا.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٥.
(٢) المعارف : ٢١٦ ، وتاريخ خليفة : ٢٤٠.
(٣) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٥.