يحضره منهم وعلى ما يرى. فإن كان في نفسك شيء في ما قلت فإنّ فقهاء أهل المدينة (دون مكة) ومشيختهم لا يختلفون في أنّ رسول الله كان يصنع ذلك.
ثمّ أقبل عليه وقال له : يا عمرو اتقِ الله! وأنتم أيّها الرهط فاتقوا الله.
ثمّ قال : إنّ أبي كان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله وسنّة رسوله ، وقد حدّثني : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه ؛ فهو ضالّ متكلّف (١).
وهذا آخر خبر أبتر لا يخبر عن أي جواب أو ردّ فعل لهم عليه أو سكوتهم وخروجهم من عنده ، وليس فيه أنّه عليهالسلام أخبرهم اليوم أو أخبر عمراً بمقتل محمّد بن عبد الله.
إلّاأنّ ذلك يظهر من خبرين رواهما الأموي الزيدي عن النميري البصري عن عثمان بن صخر الثقفي : أنّ أبا رجاء صاحب الحمّام نقل له عن عمرو بن عبيد قوله له : إنّ أمرنا (مع محمّد بن عبد الله) ينفسخ وإنّ جهادنا معه يذهب باطلاً! فانطلق معه إليه فقال له : يا أبا عثمان! ما يقول أبو رجاء؟ قال : صدق! فقلت : وكيف تقول ذلك؟ قال : لأنه المقتول بالمدينة!
ونقل عنه عن محمّد بن الهذيل قال : سمعت من أصحابنا (المعتزلة) من لا احصي يذكرون : أنّ عمرو بن عبيد كان يقول : كيف يكون محمّد بن عبد الله هو المهدّي وهو يُقتل (٢)؟!
وعليه فهذا هو السرّ في اعتزال المعتزلة عن محمّد بن عبد الله الحسني بعد إقبالهم عليه لإقباله عليهم.
__________________
(١) الكافي ٣ : ٥٥٤ ، والتهذيب ٦ : ١٤٨.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٦٦.