إلى اسم عمر بن عبد العزيز قال هشام بن عبد الملك : لا والله لا ابايع! فقال رجاء : إذاً أضرب عنقك! ثمّ أخذ بضبع عمر فأجلسه على المنبر ، فقاموا وبايعوه ، فلمّا فرغوا من البيعة قال لهم : قوموا إلى صاحبكم فقد مات ، فقاموا ودفنوه في عاشر صفر سنة (٩٩ ه). وكان له عشرة من الولد الذكور (١) وكان قد بايع لابنه أيوب ولكنّه مات قبله.
فلمّا ولّى عمر بن عبد العزيز أمر من كان له حميم في حصار قسطنطينية أن يبعثوا إليهم بدوابّ وطعام وبعث معهم فأغاثهم وأذن بعودتهم فعادوا (٢).
وذكر ابن العبري الملطي بعض تفاصيل الجيش فقال : سار مَسلمة في مئة وعشرين ألفاً وعبر الخليج وحاصر مدينة القسطنطينية ، وكان ملكهم يومئذ ثاوذوسيوس ، فلمّا اشتد الحصار بأهلها أرسلوا إلى مَسلمة يعطونه عن كلّ رأس ديناراً ، فأبى إلّاأن يفتحها عنوة. فقالت الروم للبطريرك لاون : إن صرفت المسلمين عنّا نُملّكك علينا! فاستوثق منهم ، وأتى إلى مَسلمة وطلب منه الأمان لنفسه وذويه ، ووعده أن يفتح له المدينة ولكن عليه أن يتنحّى بجيشه عنهم ليطمئنّوا ثمّ يكرّ عليهم! فقبل مسلمة ووعده بذلك! ثمّ ارتحل مَسلمة إلى بعض القرى ، فدخل لاون ولبس التاج وقعد على سرير الملك ، واعتزل الملك ثاوذوسيوس إلى بعض الكنائس.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٩٩ و ٣٠٠. وفي مروج الذهب ٣ : ١٨٢ : أنّه دعا رجاء بن حَيوة ومحمّد بن شهاب الزهري ومكحولاً وغيرهم من العلماء الذين كانوا في عسكره ، فكتب وصيّته وأشهدهم عليها. وأ نّه لمّا فُرغ من دفنه قام الزهري فقرأ عليهم الكتاب. فكان أوّل من بايعه يزيد بن عبد الملك ، وقام هشام وسعيد وانصرفا بلا بيعة ثمّ بايعا بعد يومين.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٠٤. وفي تاريخ مختصر الدول : ١١٤ ذكر عدد الجيش : مئة وعشرين ألفاً!