حنظلة الكلابي ، وعامر بن ضبارة المرّي فأهزمهما واستبيح عسكرهما! وقد رأيتم صدق ما أخبرتكم! وإنّ الإمام أعلمني أنّي لا أعبر الفرات وأنكم تعبرونه ، فلا يُفقد من الجيش أحد غيري! وإنّه لا كذب فيما قال!
فإذا فقدتموني فأمير الناس حُميد بن قحطبة ، فإن غاب فالحسن بن قحطبة ، والسلام على من اتّبع الهدى ورحمة الله وبركاته.
فلمّا كان السحر عبروا الفرات ، وكان الماء قد كثر ، فغار بقحطبة فرسه وسقط عليه الجُرف فغرق (١)!
وأصبح عسكره يوم الأربعاء (أو الخميس) وقد فقدوا أميرهم فالتمسوه حتّى أخرجوه وفي جبهته طعنة فدفنوه ، وتولّاهم الحسن بن قحطبة وتوجهوا إلى الكوفة حتّى دخلوها صباح عاشوراء يوم الجمعة ، وكذلك ابن هبيرة ما زال بواسط (٢).
وقال اليعقوبي : دخل الكوفة حُميد بن قحطبة بعد فقد أبيه بأربع ليال ، وقد أخذ محمّد بن عبد الله القسري البجلي الكوفة لبني هاشم (بني العباس) وأظهر دعوتهم والسواد ، وشرّد من كان بها من بني امية وأصحابهم. ووليها أبو سلمة حفص بن سليمان الخلّال ، واستعمل العمّال.
وقدم أبو العباس وإخوته وأهل بيته الكوفة في المحرّم سنة (١٣٢ ه) فأدخلهم أبو سلمة في دار الوليد بن سعد (مولاهم) وكتم أمرهم فلم يطلع عليهم أحد إلى شهرين (محرم وصفر) (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٤.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٦١.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٥.