وكان أبو مسلم من خراسان يكتب إلى السفّاح يحرّض على قتل ابن هُبيرة ويقول : لا يستقيم الأمر إلّابقتله!
ثمّ وجدت كتب! لابن هُبيرة إلى محمّد بن عبد الله الحسني يعلمه أن معه عشرين ألف مقاتل! وأن قبله أموالاً وعُدّة وسلاحاً وأن يبايع له! فاخذت الكتب إلى السفّاح فقال : نقض عهده وأحدث ما أحلّ به دمه! وكتب إلى أخيه المنصور أنّه غدر ونكث ونقض العهود وكثرت كتبه بذلك فاضرب عنقه! فقال المنصور للحسن بن قحطبة الطائي أن يتولّى ذلك فقال : إن قتلته أنا ثارت العداوة العصبية بين قومه وقومي فيضطرب عليكَ من بعسكرك من هؤلاء وهؤلاء! ولكن أنفذ إليه برجل مضري! فأمر المنصور بذلك خازم بن خزيمة التميمي فوافاه بجمعه في قصره ، ولما رآهم قال : إنّ في وجوه القوم لغدرة! ودنوا إليه فقام دونه ابنه داود فضربوه بالسيف وصاروا إليه فقتلوه (١).
وكان ذلك بعد منتصف ذي القعدة ، ثمّ قعد الحسن بن قحطبة في مسجد حسّان النبطي على دجلة ، وبعث إلى أبان وبشر ابني عبد الملك بن مروان ، وثلاثة من قوّاد ابن هُبيرة وثلاثة من كتابه ومواليه فأُخذوا إليه فقتلهم (٢) وتفرّق جمعهم!
وكان على بخارى شريك بن شيخ المهري وكان قد بايع لبني العباس ، ولما بلغه الغدر بابن هُبيرة قال : ما على هذا بايعنا «آل محمّد» أن نسفك الدماء ونعمل غير الحق! وثار بجمعه ، فوجّه إليه أبو مسلم زياد بن صالح الخزاعي فقاتله حتّى قتله (٣) وفضّ جمعه.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٤.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٦٣.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٤.