فأتيته فقلت : جعلت فداك! إني فكرت في إبائك عليَّ فظننت إنّك إنّما منعتني وكرهت ذلك مخافة أن أظلم أو أجور! وإن كل امرأة لي طالق وكل مملوك لي حرّ إن ظلمت أحداً أو جُرت على أحد بل إن لم أعدل.
فنظر إلى السماء وقال : تنال هذه السماء أيسر عليك من ذلك (١).
ويعلم منه أن هذا المولى لم يكن من خواص شيعته ولذا حلف له بالطلاق والعتاق الباطل والفاسد لديه.
ثمّ يظهر من خبر آخر أنّ الخليفة بعد هذا منع الناس من الدخول عليه عليهالسلام ، وذلك :
ما أخرجه الراوندي عن هارون بن خارجة عن رجل من أصحابنا من أهل الكوفة : أنّه أيضاً ارتكب ما لا يصحّ عند الصادق عليهالسلام من الطلاق الثلاث ، ثمّ سأل أصحابه (الشيعة) فقالوا : ليس بشيء ، وكان ذلك في أيام السفاح والإمام إذ ذاك بالحيرة. وارتابت المرأة فقالت : لا أرضى (بالرجوع) حتّى تسأل أبا عبد الله. فذهب إلى الحيرة وتحيّر كيف يصل إليه حتّى رأى سوادياً من سواد الكوفة عليه جبة صوف يبيع خياراً (فيعلم انه كان صيفاً) ، فقال له : خيارك هذا كلّه بكم؟ قال : بدرهم ، فأعطاه درهماً وطلب منه أن يعيره جبّته فأخذها ولبسها وأخذ ينادي : من يشتري خياراً ويدنو من منزل الإمام عليهالسلام ، فإذا غلامه يناديه : يا صاحب الخيار! ولما دنا من الإمام عليهالسلام قال له : ما أجود ما احتلت! أي شيء حاجتك؟ فأخبره بخبره فقال : ارجع إلى أهلك فليس عليك شيء (٢).
__________________
(١) فروع الكافي ٥ : ١٠٧ ، الحديث ٩ ، وعنه في وسائل الشيعة ١٢ : ١٣٦.
(٢) الخرائج والجرائح ٢ : ٦٤٢ ، الحديث ٤٩ ، وعنه في وسائل الشيعة ١٥ : ٣١٩ ، الحديث ١٩ ، وفي بحار الأنوار ٤٧ : ١٧١ ، الحديث ٦.