قال : فرفع أبو عبد الله رأسه وقال : إني دعوت الله بدعوة فبعث الله عزوجل عليه ملكاً فضرب رأسه بمرزبة من حديد انشقت منها مثانته فمات (١) في شهر ربيع الأول سنة (١٣٣ ه) (٢).
وكأنّه عليهالسلام أراد إرشاد شيعته إلى الاعتبار بما صار إليه المعلّى بمخالفة التقية لئلّا يبتلوا بمثل ما ابتلى به! فلمّا دخل عليه المفضّل بن عمر الجعفي مولاهم (٣) وكان كالمعلّى عالياً في التشيّع مجاهراً ، وكان في أيام صلب المعلّى فقال للإمام عليهالسلام : يابن رسول الله! ألا ترى إلى هذا الخطب الجليل الذي نزل ب «الشيعة» في هذا اليوم! قال : وما هو؟ قال : قتل المعلّى بن خنيس! قال : رحم الله المعلّى قد كنت أتوقّع ذلك ؛ لأنه أذاع سرّنا (٤).
وأقل منه ما عن حفص التمّار قال : دخلت على أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أيام صلب المعلّى بن خنيس رحمهالله فقال لي : يا حفص ، إني أمرت المعلّى فخالفني (في التقية) فابتلي بالحديد (٥).
واستخلف عن داود العباسي ابنه موسى بن داود العباسي (٦).
__________________
(١) اصول الكافي ٢ : ٥١٣ ، الحديث ٥ ، واختيار معرفة الرجال : ٣٧٦ ، الحديث ٧٠٨.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٦٨ بلا ذكر السبب. وفي أنساب الاشراف ٢ : ٨٧ : ١٣ صفر. كذلك بلا سبب.
(٣) رجال البرقي : ٣٤.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٣٨٠ ، الحديث ٧١٢ ثمّ شدّد على إذاعة أسرارهم وذلك لحاجة المخاطب إليه!
(٥) اختيار معرفة الرجال : ٣٧٨ ، الحديث ٧٠٩ ومخالفة التقية ليست محرمة بالضرورة دائماً.
(٦) تاريخ خليفة : ٢٧٠.