وكان عليهالسلام يحوّل أهل الكوفة للأخذ منه والرواية عنه : فعن مسلم أو سليم بن أبي حبة قال : كنت في خدمة الصادق عليهالسلام عنده ، فلمّا أردت أن افارقه ودّعته وقلت له : احبّ أن تزوّدني. فقال : ائت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثاً كثيراً فما روى لك فاروه عنّي (١).
وحجّ جميل بن درّاج فذكر أباناً عند الصادق عليهالسلام ونعاه إليه فقال : رحمهالله ، أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان (٢).
* * *
مرّ الخبر عن اليعقوبي : أن مكان عمّه الخارج عليه عبد الله بن علي عند أخيه والي البصرة سليمان ، فطلبه منه فأنكر ذلك ، ثمّ طلب له الأمان على نسخة وضعها له كاتبه عبد الله بن المقفّع (٣) بأغلظ العهود والمواثيق ، ثمّ قدم به عليه مع أخيهما عيسى بن علي يوم الغدير سنة (١٣٧ ه) بالحيرة (٤).
وقيل : كان في كتاب الأمان : إن أنا نلت من عبد الله بن علي أو أحد ممن أقدمه معه! بصغير أو كبير أو أوصلت إلى أحد منهم ضرراً سراً أو علانية تصريحاً أو كناية أو بحيلة فأنا نفي من محمّد بن علي بن عبد الله ومولود لغير رَشدة (٥).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣٣١ ، الحديث ٦٠٤ ، ورجال النجاشي : ١٣.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٣٣٠ ، الحديث ٦٠١ ، والفهرست للطوسي : ٦ ، والنجاشي : ١٠.
(٣) كان اسم أبيه مباركاً ، وكان فارسياً من كرمان ، وكان من كتّاب الحساب للحجّاج فاتهمه بشيء وضربه بالسياط حتّى تقفعت يداه أي تشنّجت فدُعي المقفّع! كما في هامش بحار الأنوار ٣ : ٤٢ ، عن وفيات الأعيان ١ : ٤١٧ ، وذكر قتله في (١٤٢ ه) ، وقبله في البخلاء للجاحظ البصري : ٣٦٨.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٦٨.
(٥) امراء البيان : ١٠٨ ـ ١٠٩.