ثمان وأربعون سنة (١) وبعد قتل محمّد وإبراهيم تلقّب بالمنصور (٢) وفرّ موسى بن عبد الله أخو إبراهيم مع ابن أخيه عبد الله الأشتر بن محمّد إلى السند (٣).
وكان معه الحسين بن زيد بن علي ففرّ إلى المدينة واختفى ثمّ ظهر بشفاعة أخيه محمّد بن زيد بن علي وكان مع المنصور (٤)!
ولما خرج محمد بالمدينة كان رياح المرّي قد دفع لما كان معه من المال إلى أبي بكر بن أبي سبرة عامله على قبائل أسد وطيء ، فلما قُتل محمد أُخذ أسيراً فطُرح في حبس المدينة ، ولما خرج عيسى بن موسى من المدينة خلف كثير بن الحصين العبدي ، ثمّ وليها عبد الله بن الربيع الحارثي ، فعاث جنده وأفسدوا ، فوثب بهم أهل المدينة وقتلوا منهم وطردوا باقيهم وأخرجوا الحارثي من المدينة! وانتهبوا متاعه. واجتمع الرعاع والسودان فقلّدوا رئاستهم إلى أسود منهم يُدعى أُوتيوا! ويدعونه أمير المؤمنين! وكسروا باب السجن وأخرجوا من فيه.
واجتمع القرشيون فخرجوا إلى الحارثي بأكثر ما نُهب منه وأرضوا من بقي من جنده ، ثمّ أمكنتهم الفرصة فقبضوا على أُوتيوا وأوثقوه ، وتفرق السودان ، ومات أُوتيوا في السجن فإما قتل قتلاً أو مات جوعاً! ثمّ ولّى المنصور ابن عمّه جعفر بن سليمان (٥) بعد انتهاء أمر البصرة.
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٧.
(٢) التنبيه والإشراف : ٢٩٥.
(٣) اصول الكافي ١ : ٣٦٥ ، وانظر بشأن الأشتر مقاتل الطالبيين : ٢٠٦.
(٤) مقاتل الطالبيين : ٢٥٧.
(٥) أنساب الأشراف ٢ : ١٢٢ ، الحديث ١٢٤.