فقال : حدّثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّ الله عزوجل يقول : أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت له اسماً من اسمي! فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته بتّة! قال : ليس هذا.
قال : حدّثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : أن ملكاً من الملوك في الأرض كان بقي من عمره ثلاث سنين فوصل رحمه فجعلها الله ثلاثين سنة! فقال : هذا الحديث أردت.
ثمّ قال : أيّ البلاد أحبّ إليك؟ فوالله لأصلنّ رحمي إليكم! قال : فقلنا : المدينة (١).
وقد مرّ الخبر : أن محمّداً الحسني كان قد صادر أموال الصادق عليهالسلام وكان منها عين تسمى عين أبي زياد ، وصادرها بعد محمّد عيسى بن موسى العباسي ، فهنا قال الصادق للمنصور : يا أمير المؤمنين! اردد عليَّ عين أبي زياد آكل من سعفها! فقال : إياي تتكلّم بهذا الكلام؟! لُازهقنّ نفسك!
فقال عليهالسلام : لا تعجل! قد بلغت ثلاثاً وستين ، وفيها مات أبي وجدي علي بن أبي طالب ، فعليّ كذا وكذا إن آذيتك بشيء أبداً! وإن بقيت بعدك إن آذيت الذي يقوم مقامك!
فكأنه رقّ له وأعفاه ، وسرحهم إلى المدينة (٢).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٣٣ ، ٣٣٤. وفي بحار الأنوار ٤٧ : ١٦٣ ، الحديث ٣ و ١٨٧ ، الحديث ٣٥ عن أمالي الطوسي بتغيير في أوله ، عن عوالي اللآلي وفيه : دخلت أنا وعبد الله بن الحسن ، والصحيح : زيد بن الحسن. وفي ١٩٣ ، الحديث ٣٩ عن مهج الدعوات بتغيير في أوله ، واختزله في : ٢٠٦ الحديث ٤٧ عن كشف الغمة عن الجنابذي البغدادي.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٨٤ عن النميري البصري. والطبري في حوادث (١٤٥ ه).