ثمّ لحقه الربيع وسأله عمّا دعا به فقال له : إنك رجل لك ودّ ومحبة ، ثمّ علّمه الدعاء (١).
وزاد القاضي المغربي قال : وعلم المنصور كثرة أتباع الصادق عليهالسلام وسُعي به واكّد عليه ، فأرسل عليه ، فلمّا دخل رآه يحرّك شفتيه فقال له : يا جعفر! ما تقول؟ أتسبّني وتلعنني؟! قال : يا أمير المؤمنين! لا والله ما سببتك ولا لعنتك! قال : فما حرّكت به شفتيك؟ قال : دعوت الله عزوجل. قال : بم دعوت؟ قال : قلت : اللهم إنك تكفي من كل شيء ، ولا يكفي منك شيء ، فاكفنيه! يا كافي كلّ شيء! فقال المنصور : لا والله ما مثلك يُترك!
فقال أبو عبد الله : يا أمير المؤمنين! إنّي بلغت من السنين ما لم يبلغه أحد من آبائي في الإسلام ، وما أراني أن أصحبك إلّاقليلاً ، وما أرى هذه السنة تتمّ لي! فلا تعجل عليَّ فتبوء بإثمي!
فرقّ المنصور له وخلّى سبيله ، وتوفي في تلك السنة (٢).
__________________
(١) كفاية الطالب : ٤٥٥ ، وأسنده السبط كذلك في تذكرة الخواص ٢ : ٤٤٧ واختزل الدعاء ، ونقله الاربلي في كشف الغمة ٣ : ١٦١ ، عن مطالب السؤول للشافعي ٢ : ٥٨ ـ ٥٩ بدعاء مختصر ، وبهامشهما مصادر اخرى كثيرة مسندة ومرسلة مؤرخة وغير مؤرخة ، وعن كشف الغمة في بحار الأنوار ٤٧ : ٢٨٢ ، الحديث ٢٨. وأرسله المالكي في الفصول المهمة : ٣٤١ وخلطه بقصة التحليف باليمين للساعي عليه وموته ، مما ليس في المصادر السابقة ، بل إنّما هو خبر آخر مرّ عن صفوان الجمال بالكوفة وليس هنا. نعم ، سبقه بالخلط المفيد في الإرشاد ٢ : ١٨٣.
(٢) شرح الأخبار للقاضي النعمان ٣ : ٣٠٧ ثمّ قال : كانت وفاته سنة (١٤٨ ه). ومثله في كشف الغمة ٣ : ١٧٢ ـ ١٧٣ مسنداً عن إسحاق بن الصادق عليهالسلام ، وفي آخره : فمات في شوّال ، وكان المنصور يحسبها عليه.