لعمرك قد أيقظت من كان نائماً |
|
وأسمعت من كانت له اذنان (١) |
وقد كان عبد الرحمن مع عمار بن ياسر والحسن عليهالسلام لما أرسلهما علي عليهالسلام إلى الكوفة قبل الجمل من ذي قار إلى القادسية ، ففيها سمع عماراً يقول :
ما تركت في نفسي حسرة أهم إليّ من أن لا نكون نبشنا عثمان من قبره ثمّ أحرقناه بالنار (٢)!
ولعلّه لروايته نحو هذا قال عبد الله بن حكيم للحجّاج : إن أردتم أن تنظروا إلى رجل سبّ أمير المؤمنين عثمان فهذا! وأشار إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى (٣)!
ولذا ، روى الأعمش قال : رأيت جلاوزة الحجّاج ضربوا عبد الرحمن بن أبي ليلى على كتفيه حتّى اسودّتا ثمّ أقاموه للناس على سبّ علي والمختار وابن الزبير ، والجلاوزة معه يقولون له : سبّ الكذّابين! فجعل يقول : ألعن الكذّابين ، عليّ والمختار وابن الزبير. فقوله : «علي» هو ابتداء الكلام ، ولذا قال أصحاب العربية : افتح سمعك تعلم ما يقول (٤)!
وأنعم أبو نعيم الاصفهاني فرواه عنه قال : رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى محلوقاً على المصطبة وهم يقولون له : العن الكذّابين! وكان رجلاً ضخماً به ربو فقال : اللهم العن الكذّابين ، آه! وتنفّس وقال : عليّ والمختار وابن الزبير (٥).
__________________
(١) أمالي المفيد : ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، الحديث ٢ ، المسألة ٢٦.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ١٤ : ١١.
(٣) عن العقد الفريد ٥ : ٣٢.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ١٠١ ، الحديث ١٦٠.
(٥) عن حلية الأولياء ٤ : ٣٥١.