وعترتي أحبّ إليه من عترتي» فأُعجب به رجل فقال له : يا أبا عبد الرحمن ، ما تزال تجيء بحديث يحيي الله به القلوب (١).
وأسند الإصفهاني عن أبيه عبد الرحمن أنّه كان يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : في علي بن أبي طالب ثلاث خصال ، ثمّ يروي : «لُاعطين الراية غداً رجلاً ...» وحديث الطير والغدير (٢).
ولروايته حديث الغدير روى المفيد أنّه قام إلى علي عليهالسلام ـ ولعلّه بعد النهروان ـ فقال : يا أمير المؤمنين ، إني سائلك لآخذ عنك! فإنا قد أكثرنا الأقاويل فيك ، وأوثقهُ عندنا ما سمعناه من فيك! وقد انتظرنا أن تقول في أمرك هذا شيئاً فلم تقله : ألا تحدثنا عن أمرك هذا أكان بعهد من رسول الله صلىاللهعليهوآله أو شيء رأيته؟! إنا كنا نقول : لو رجعت إليكم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله لم ينازعكم فيها أحد! والله ما أدري إذا سئلت ما أقول؟ أزعم أن القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك! فعلامَ نصبك النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد حجة الوداع فقال : «أيها الناس! من كنت مولاه فعلي مولاه»؟! وإن تك أولى منهم فعلام نتولّاهم؟!
فقال عليهالسلام : إن الله تعالى قبض نبيه صلىاللهعليهوآله وأنا يوم قبضه أولى الناس منّي بقميصي هذا! ولقد كان من نبيّ الله إليّ عهد : لو خزموني بأنفي لأقررت ، سمعاً وطاعة لله! وإن أوّل ما انتقصناه بعده : إبطال حقّنا في «الخمس» فلمّا رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا. وقد كان لي على الناس حقّ لو ردّوه إليّ عفواً قبلته وقمت به وكان إلى أجل معلوم .. وإنّما يُعرف الهدى بقلة من يأخذه من الناس! فإذا سكتّ فاعفوني ، فكفّوا عنّي ما كففت عنكم! فقال عبد الرحمن : يا أمير المؤمنين ، فأنت لعمرك كما قال الأول :
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٤١٤ ، الحديث ٥٤٢ المسألة ٥٤.
(٢) عن حلية الأولياء ٤ : ٣٥٦.