قال أبو عبد الله : فما تقول يوم القيامة إذا قال رسول الله فيك : يا ربّ إن هذا بلغه عني قول فخالفه؟!
قال : وأين خالفت قوله يابن رسول الله؟! قال : بلغك أن رسول الله قال : «أقضاكم علي»؟! قال : نعم. قال : فإذا خالفت قوله ألم تخالف قول رسول الله؟! فسكت واصفرّ لونه (١).
ولذا لما قال له نوح بن دُرّاج : أكنت تاركاً قولاً قلته أو قضاءً قضيته لقول أحد؟ قال : لا. إلا لقول رجل واحد؟ قال : مَن هو؟ قال : جعفر بن محمّد عليهالسلام (٢).
ومن ذلك أنّه كان قد ردّ شهادة محمّد بن مسلم الثقفي الكوفي الطحّان لأمرّما ، وكأنّ أبا كهمس الكوفي هو الذي أبلغ ذلك إلى الصادق عليهالسلام ، فقال له الإمام عليهالسلام : إذا صرت إلى الكوفة فأت ـ محمّد ـ بن أبي ليلى وقل له : أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقل قال أصحابنا ، فإذا لم يكن عنده فيها شيء فقل له : يقول لك جعفر بن محمّد : ما حملك أن رددت شهادة رجل هو أعلم منك بأحكام الله وأعرف منك بسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! قال : ومن هو؟ قال : محمّد بن مسلم.
قال أبو كهمس : ففعلت كما أمرني الصادق عليهالسلام ، فلمّا عجز قلت له قوله فقال : ومن هو؟ قلت : محمّد بن مسلم! فأرسل إليه وأجاز (أنفذ) شهادته (٣).
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤١.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٧٠.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٩٠.