ولعلّه لهذا لما قدم إليه رجل خصماً له وقال : إن هذا باعني هذه الجارية ، فحين كشفت عن رَكبها لم أجد عليه شعراً وقالت : لم يكن لها ذلك قط. فقال له محمّد بن أبي ليلى : إن الناس يحتالون لهذا بالحيل ليذهبوا به فما كرهت منه؟! فقال له الرجل : أيها القاضي : إن كان عيباً فاقضِ لي به. قال : فإني أجد أذى في بطني فاصبر حتّى أخرج إليك ؛ ثمّ دخل وخرج من باب آخر إلى محمّد بن مسلم الثقفي فقال له : أي شيء تروون عن أبي جعفر عليهالسلام في المرأة لا يكون على ركبها شعر أيكون ذلك عيباً؟!
قال الثقفي : أما هذا نصاً فلا أعرفه ، ولكن حدثني أبو جعفر عن أبيه عن آبائه عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كلّ ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص فهو عيب! فقال ابن أبي ليلى : حسبك! ثمّ رجع إلى القوم فقضى لهم بالعيب (١).
ولأ نّه استمرّ قاضياً مع بداية العباسيّين فقد روي عنه عن داود بن علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه عن جده قال : ما أنزل الله تعالى آية في القرآن فيها : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...) إلّاوعلي أفضلهم (٢).
وعن أبيه عن جدّه بلال أو يسار عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إن سُبّاق الامم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : مؤمن آل فرعون وصاحب يس وعلي بن أبي طالب ، فهم الصديقون وعلي أفضلهم (٣) وفي آخر : الصديقون ثلاثة : مؤمن آل فرعون وحبيب النجار وعلي بن أبي طالب ، وعلي أفضلهم (٤) وتوفي محمّد بن عبد الرحمن سنة (١٤٨ ه).
__________________
(١) الكافي ٥ : ٢١٥ ، الحديث ١٢ ، والتهذيب ٧ : ٦٥ ، الحديث ٢٨٢.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٦٥.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٢ : ١١.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٠٨.