وكأنّه عليهالسلام زاد : وإن الأوصياء محدَّثون ، فعاد حُمران إلى الحكَم وأخبره بذلك ، وبلغ خبرهما إلى الباقر عليهالسلام ، فلمّا حجّ زرارة وهو شاب أمرد فدخل سرادق أو فسطاط الباقر عليهالسلام وهو يحتجم فقصده وسلّم عليه فردّ عليهالسلام فسأله : أمِن بني أعيَن أنت؟ قال : نعم أنا زرارة بن أعيَن! قال : إنّما عرفتك بالشبَه! أحجّ حُمران؟ قلت : لا ، وهو يقرئك السلام ، قال : فإذا لقيته فاقرأه مني السلام وقل له : لِمَ حدّثت الحكم بن عتيبة عني : أن الأوصياء محدّثون! لا تحدّثه وأشباهه بمثل هذا الحديث (١)!
فزرارة إنّما روى هكذا عن السجّاد عليهالسلام بواسطة الحكم والتبس الأمر على الطوسي فقال : لهم روايات عن علي بن الحسين والباقر والصادق عليهمالسلام نذكرهم في كتاب الرجال (٢) وذكرهم فيه كذلك بينما مرّ في هذا الخبر أنّه كان شاباً أمرد حين التقى بالباقر عليهالسلام ، فبعيد أن يكون راوياً من قبل عن أبيه عليهالسلام وبعد الباقر كان لدى الصادق عليهالسلام وعنده عمّه زيد بن علي فقال له : يا فتى! ما تقول في من استنصرك من آل محمّد؟ فقال له : إن كان مفروض الطاعة نصرته وإلّا فلا أن أفعل ولي أن لا أفعل (٣).
ومع وفرة أخبار الصادق في المهدي عليهماالسلام لم أقف على خبر لزرارة عن الصادق عليهالسلام صريح في تأخّر المهدي عليهالسلام عن عصره ، ولذا روى الكشي عن العياشي بسنده عن ابن مُسكان عن زرارة أنّه سأل الصادق عليهالسلام : إن كان هذا الأمر قريباً صبر (الرجل) حتّى يخرج مع القائم ، وإن كان فيه تأخير ... فقال عليهالسلام :
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ١٧٨ ، الحديث ٣٠٨ ، وانظر وقارن : ١٧٩ ، الحديث ٣١٢ ولا يتنافى هذا مع أن يكون حُمران بدوره إنّما سبق آل أعين إلى المعرفة بالإمامة عن طريق أبي خالد الكابلي كما في رسالة في آل أعيَن للأبطحي : ٢٧ وأن تكون سبقتهم اختهم ام الأسود من جهة الكابلي كذلك أيضاً : ٢١.
(٢) الفهرست : ١٤٣ ، ط. الهند.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ١٥٢ ، الحديث ٢٤٨.