فقلت : جُعلت فداك اخبرك بما كنت فيه : كنت زيديّ المذهب حتّى قدمتَ عليَّ وسألتني الحطب وذكرتَ مجيئك في هذا اليوم ، فعلمت أنّك الإمام الذي فرض الله طاعته!
فقال : يا أبا خالد «من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل» (١).
فالخبر كما ترى إنّما يقتصر على ذكر منزل زُبالة ذهاباً وإياباً ثمّ لا يذكر إلى أين ولماذا؟ إلّابقرينة المقارنة مع الأخبار الأُخرى. ولم يذكر فيها التواريخ ولا الفترة بين الذهاب والإياب ، إلّاأنّ ذكر الشهر يشير إلى احتمال ذلك نحو شهر ، ولم يذكر فيها عدم إصابة المهديّ للإمام بسوء ، ولم يذكر فيها شيء عن حبس الإمام عليهالسلام.
وجاء في «عمدة الطالب» لنسّابة آل أبي طالب : أنّه حبسه ، فرأى أمير المؤمنين علياً عليهالسلام في منامه يقول له : يا موسى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢)) فانتبه من نومه وعرف أنّ المراد موسى الكاظم عليهالسلام فأمر بإطلاقه (٣).
وفصّله الذهبي عن الصّولي عن الموصليَ عن الفضل بن الربيع عن أبيه الربيع بن يونس : أنّ المهدي حبس الكاظم عليهالسلام ثمّ أرسل عليَّ في الليل ، وكان المهدي من أحسن الناس صوتاً بالقرآن فلمّا جئته سمعته يقرأ هذه الآية .. ولما رآني قال لي : عليَّ الآن بموسى بن جعفر! فجئته به ، فقام إليه وعانقه وأجلسه إليه
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣١٩ في المغيّبات.
(٢) سورة محمّد : ٢٢.
(٣) عمدة الطالب لابن عَنبة : ١٨٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٨ : ٢٤٨.