فقال له : كيف رأيت مصارع البغي الذي لا تدَعونه لبني عمكم المنعِمين عليكم! والله ما يزيدكم البغي إلّاذلة! ولو كنتم مثل بني عمّكم ـ الحسين عليهالسلام يعني الكاظم عليهالسلام ـ سلمتم وكنتم مثله! فقد عرف حق بني عمّه وفضلهم عليه ، فهو لا يطلب ما ليس له! فأنشد موسى الحسني يقول :
فإنّ الأُولى تُثنى عليهم ، تُعيبني |
|
(اولاك بنو عمّي ، وعمُّهُم أُبي) |
وإنك إن تمدحهمُ بمديحة |
|
(تُصدّق ، وإن تمدح أباك تكذَّب!) |
وأسروا منهم رجالاً وحملوهم إلى موسى الهادي ببغداد ، وفيهم رجل من بني زُرارة بن أعيَن ، والعذافر الصيرفي ، وسابق القلانسي (من حُجّاج شيعة الكوفة) فأمر بقتلهم ، وكان فيهم رجل من موالي العباسيين وأقرّ بذلك فقال له الهادي : والله لأقطّعنك مِفصلاً مِفصلاً بهذا السكّين! ومعه سكين أشار به. وكان عليلاً فغلبته علّته حتّى مات بها ، وسلم المولى من القتل بالتقطيع بالسكّين بيد الخليفة (١)!
وانهزم منهم يحيى بن عبد الله المحض ربيب الصادق عليهالسلام فاستتر مدّة يجول في البلدان يطلب موضعاً يلجأ إليه (٢) وكان يصلّي قصراً (٣)! وصحبه جماعة من أهل الكوفة ومنهم من يذهب مذهب الزيدية «البترية» في تفضيل أبي بكر وعمر وعثمان في ست سنين من خلافته ويكفّره في باقي عمره! ويمسح على الخفّين
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٠٢ ـ ٣٠٣.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٣٠٩.
(٣) المصدر السابق : ٣١٠.