أما الحسن بن محمّد الحسني (مسبّب الحرب) فأصابته نُشّابة في عينه فاستمرّ يقاتلهم ، فناداه محمّد بن سليمان : يابن خال اتقِ الله في نفسك فلك الأمان! فقال : والله مالكم أمان ولكنّي أقبل منكم! ثمّ كسر سيفه وأقبل إليهم ، فحمل عليه عُبيد الله بن العباس بن محمّد فطعنه ، وقتله أبوه صبراً (١).
ويظهر من خبر أنّ الكاظم عليهالسلام كان في الموسم في الحج ، ومعه جماعة من ولد الحسن والحسين عليهماالسلام فأحضرهم موسى العباسي ، ثمّ جاء جنده برؤوس القتلى وفيها رأس الحسين الحسني ، فقال موسى العباسي لموسى بن جعفر عليهالسلام : هذا رأس الحسين؟ فلم يتكلّم أحد منهم بشيء إلّاالكاظم عليهالسلام قال : نعم ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون! مضى والله مسلماً صالحاً ، قوّاماً صوّاماً ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله! فلم يجيبوه بشيء!
ولما بلغ العُمريّ بالمدينة مقتل هؤلاء عمد إلى دورهم فأغار على أموالهم فجعلها في الصوافي المقبوضة ، وأحرق الدور!
وأنهى موسى العباسي موسم الحج ورجع إلى المدينة فجلس للناس وأمرهم بالوقيعة في آل أبي طالب ، فجعل الناس يوقعون عليهم ، حتّى لم يبقَ أحد.
ويظهر من خبر آخر أنّ موسى بن عبد الله المحض الذي فرّ إلى السند ثمّ عاد فاستأمن المهدي العباسي ، لم يخرج مع سائر بني الحسن ، وأقبل اليوم إلى موسى العباسي وعليه مِدرعة وإزار غليظ ، وفي رجليه نعلان من جلود الإبل وهو أشعث أغبر ، لم يسلّم على موسى العباسي وجلس مع الناس. وعرفه السريّ بن عبد الله العباسي فاستأذن من موسى العباسي ليعرّف موسى الحسني بنفسه ويكسف باله ، فأذن له ، فناداه : يا موسى ، قال قد أسمعت فقل.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٠٠ ، ٣٠١.