البصري وهو سبط يزيد بن المفرّغ الحميري (١). روى الكشي : أنّه اسودّ وجهه عند الموت فقال يخاطب علياً عليهالسلام : أهكذا يُفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين؟! فابيضّ وجهه حتّى صار كالقمر ليلة البدر! فأنشأ يقول :
أبا حسن تفديك نفسي واسرتي |
|
ومالي ، وماأصبحت في الأرض أملكُ |
أبا حسن إنّي بفضلك عارف |
|
وإنّي بحبل من ولاك لممسك |
فأنت وصيّ المصطفى وابن عمه |
|
وإنّا نعادي مبغضيك ونترك |
مُواليك ناج مؤمن بيِّن الهدى |
|
وقاليك معروف الضلالة مشرك |
ولاحٍ لحاني في علي وحزبه |
|
فقلت : لحاك الله إنك أعفك (٢) |
احبّ الذي من مات من أهل ودّه |
|
تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحك |
ومن مات يهوى غيره من عدوّه |
|
فليس له إلّاإلى النار مسلك (٣) |
ويسبقه ويلحقه في الكشي خبران ثانيهما فيه حضور الصادق عليهالسلام في سكرات موت الحميري وأ نّه ما زال حتّى ذلك الحين كيسانياً ، وأنّ الإمام اشترط عليه أن يقول بالحق ليكشف الله ما به ويرحمه ، فتجعفر السيد وقعد حياً! وأنّ الإمام كان قد انصرف يومئذ من عند المنصور إلى الكوفة! ممّا يُستبعد جدّاً.
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٦ وقال : هو حفيد ابن المفرّغ ، وهو قول الأصمعي ، وعدّله المرزباني فقال : بل سبطه ، كما في كتابه : أخبار السيد الحميري : ١٥١ تحقيق الأميني.
وفي تاريخ وفاته قال : (١٧٣ ه) : ١٥٢. وابن الوردي تبع ابن الجوزي في المنتظم ٩ : ٣٩ برقم ، ٩٦١ ، كما في الغدير ٣ : ٢٨٦.
(٢) أعفك : أحمق.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٢٨٧ ، الحديث ٥٠٦ عن محمّد بن رشيد الهروي ، وعنه المرزباني ، وعنه الطوسي في أماليه : ٤٩ ، الحديث ٦٣ ، وعنه بشارة المصطفى : ٧٦.