حتّى تغيّر لونه وذهبت نخوته. وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد ، فكتب بتسليم موسى عليهالسلام إلى السندي بن شاهَك (١).
فجعل السنديّ الإمام في دار جوف دور حُرمه. وكان للسندي مولى كان من أشدّ الناس بغضاً لآل أبي طالب فدعاه وقال له : يا بشّار ، إنّي أُريد أن ائتمنك على ما ائتمنني عليه هارون! هذا موسى بن جعفر قد دفعه إليّ وقد وكّلتك بحفظه!
قال بشّار : فأقفلت عليه أقفالاً ، وكنت إذا خرجت لحاجة أجلست امرأتي بالباب فلا تفارقه حتّى أرجع! ثمّ حوّل الله ما كان في قلبي من البغض حبّاً! فكان يبعثه الإمام لقضاء بعض حوائجه أحياناً (٢).
بل كان السنديّ قد استخدم موسى بن إبراهيم المروزي لتعليم أولاده ، فتولّى الإمام عليهالسلام وتطرّق إليه وسمع منه وروى عنه كتاباً (٣) وتسبّب في ولاية أبناء السندي (٤)!
ولعلّ بعض هؤلاء قالوا للإمام وهو محبوس : لو كتبت إلى فلان يكلّم فيك الرشيد؟ فحدّثهم عن أبيه عن آبائه : أنّ الله أوحى إلى داود : يا داود! إنّه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني وعرفت ذلك منه ؛ إلّاقطعت عنه أسباب السماء وأسخت الأرض من تحته (٥).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٣٥ ، وعنه في الإرشاد ٢ : ٢٤١.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٤٣٩ ، الحديث ٨٢٧.
(٣) رجال النجاشي : ٤٠٧ برقم ١٠٨٢.
(٤) منهم علي بن إسماعيل السندي كما في اختيار معرفة الرجال : ٥٩٨ ، الحديث ١١١٩.
(٥) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤١٤.