وكان كاتب رسائله إسماعيل بن صُبيح الحرّاني (١) فدعاه وأمره أن يكتب كتاباً إلى العباس بن محمّد العباسي ببغداد يأمره فيه بأمره في الفضل بن يحيى ، وكتاباً إلى السندي بن شاهَك (٢) يأمره بطاعة العباس بن محمّد العباسي ، ودعا مولاه مسروراً وسلّم إليه الكتابين وأمره أن ينفذ بهما على البريد (٣) إلى بغداد فيدخل من فوره إلى دار الفضل بن يحيى البرمكي على الكاظم (عليهالسلام) فيعرف خبره ، فإن كان الأمر على ما بلغه من توسعة الفضل على الكاظم (عليهالسلام) أوصل إلى العباس بن محمّد العباسي كتابه ، وإلى السندي بن شاهَك كتابه.
فقدم مسرور إلى دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد ، فنزل ودخل على موسى بن جعفر عليهالسلام فوجده على ما بلغ الرشيد ، فمضى من فوره إلى السندي بن شاهَك فأوصل إليه كتابه ، ثمّ إلى العباس بن محمّد العباسي وأوصل إليه كتابه ، ثمّ لم يلبث شيئاً دون أن خرج يركض ركضاً إلى الفضل بن يحيى البرمكي فأركبه معه وخرج به مشدوهاً حتّى دخل به على العباس. وتوجّه السندي إلى دار العباس ومعه العُقابان (٤) والسياط ، وأمر العباس بن محمّد العباسي بتجريد ثياب الفضل البرمكي ثمّ ضربه مئة سوط! فضرب
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٣٠٨.
(٢) اسمه إسماعيل ، كما في اختيار معرفة الرجال : ٥٩٨ ، الحديث ١١١٩ ، وهو مدير شرطة الرشيد.
(٣) كانوا يرتّبون في كلّ مرحلة اصطبلاً وخيلاً وسائساً ، فإذا وصل حامل البريد نزل عن فرسه المُعيَّى وركب الفرس المستريح وهكذا في كل المَراحل حتّى يصل ، فهو معنى قولهم : خرج على البريد أو حُمل فلان على البريد.
(٤) هما خشبتان لضبط الرِجل للجَلد ، كما في لسان العرب.