بأمر الرشيد (١) وفي خامس : أنّ السمّ اجتمع في بطن راحته فاخضّر لونه (٢).
ولذا قال المفيد : والذي تولّى به السنديّ قتل الإمام عليهالسلام كان سمّاً جعله في رطب أو طعام ، أكل منه فأحسّ بالسمّ ، ولبث موعوكاً ثلاثاً. ولمّا حضرته الوفاة سأله السندي أن يأذن له أن يكفّنه فأبى وقال : إنّا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ صرورتنا وأكفان موتانا ، من طاهر أموالنا (٣) وعندي كفني ، وأُريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي (فلان المدني) وسأل السنديّ أن يحضره من مشرعة القصب عند دار العباس بن محمّد العباسي ليتولّى غسله وتكفينه بكفنه الذي عنده (٤).
وإنّما قدّم المفيد السمّ بالرطب على الطعام لأنّ أربعة من تلك الأخبار الخمسة في الرطب ، وإنّما الخامس منها ما أسنده الصدوق عن عبد الله القروي قال : قدّم الفضل بن يحيى (!) إليه مائدة ، فرفع الإمام عليهالسلام يده وقال : اللهمّ إنّك تعلم أنّي لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي! فأكل فمرض ، فلمّا كان الغد جاءه (البرمكي؟!) بالطبيب ، وكان السمّ قد اجتمع في بطن راحة يده فعرضها عليه ، فانصرف الطبيب إليهم وقال : والله لهو أعلم منكم بما فعلتم به (٥).
وكأنّ الخبر من غير خبير بأنّ الإمام عليهالسلام كان قد تسلّمه السنديّ من البرمكي! وأيضاً ينافي ما سيأتي خبره عن الرضا عليهالسلام بأنّ أباه الكاظم عليهالسلام لم يعلم بالسمّ تفصيلاً وإنّما إجمالاً ، فلا عبرة بالخبر.
__________________
(١) المصدر ١ : ٢٥٠ ، الحديث ١٠٠.
(٢) المصدر ١ : ٢٦١ ، الحديث ١٠٥.
(٣) ولا يخفى ما فيه من التعريض بهم بأنّ أموالهم غير طاهرة.
(٤) الإرشاد ٢ : ٢٤٢ ـ ٢٤٣.
(٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٦١.