إليه طرفه ، حتّى يجمع الله بيني وبين ابني علي! ثمّ دعا ، ثمّ فقدته عن مصلّاه ، ثمّ رأيته عاد وأعاد الحديد على رجليه.
ثمّ قال لي : يا مسيّب ، إنّي راحل إلى ربي في ثالث هذا اليوم ، وإنّ ابني علياً هو إمامك ومولاك بعدي ، فاستمسك بولايته ، فإنّك لن تظلّ ما لزمته ، قال : فقلت : الحمد لله.
وفي ليلة اليوم الثالث دعاني فقال لي : إنّي على ما عرّفتك من رحيلي إلى الله عزوجل ، فإذا دعوت بشربة ماء فشربتها أتلون ألواناً أصفر وأحمر وأخضر ، ويرتفع بطني وانتفخ ، فلا تُظهر ذلك لأحد إلّابعد وفاتي.
فلمّا دعا بالشربة وشربها دعاني وقال لي : يا مسيّب ، إنّ هذا الرجس السندي سيزعم أنّه يتولّى غسلي ودفني ، وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً.
ثمّ أنهيت الخبر إلى الرشيد (برقّة الشام؟!) فوافى السنديّ ؛ فوالله لقد رأيتهم يغسّلونه وأيديهم لا تصل إليه! ويحنّطونه ويكفّنونه ولا يصنعون به شيئاً! وكان عهدي بسيّدي الرضا عليهالسلام وهو غلام (متى وأين؟!) فرأيته وهو أشبه الأشخاص بالكاظم عليهالسلام يتولّى غسله وتحنيطه وتكفينه وهم لا يعرفونه إلّاأنه يُظهر المعاونة لهم!
ثمّ قال لي : يا مسيّب! مثلي مثل يوسف ومثلهم مثل إخوته إذ «دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون» (١).
ولا كلام في إمكانه ، وإنما في وقوعه ، ولم يعتمده الصدوق بل حمل أخبار «لا يلي ..» على النهي التشريعي لا النفي التكويني الوقويع ، وكذا لم يعتمده المفيد بل روى قوله عليهالسلام : «أُريد أن يتولى غُسلي وجهازي مولاي (فلان)
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٥٤ ـ ٢٥٦ ذيل الحديث ١٠٢.