وروي عن أحمد بن عمر الخلّال قال للرضا عليهالسلام : إنّ الواقفة يحاجّونا بأنّ الإمام لا يغسله إلّاإمام ، فما أقول لهم؟ قال : قل لهم : إنّي غسّلته (١).
واحتجّ به المأمون على هرثمة بن حبيب ، فقال هرثمة : إنّ الإمام لا يجوز أن يغسله إلّاإمام مثله ، فإن تعدّى متعدّ وغسَّل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله ، ولا تبطل إمامة الذي بعده لأنّه غُلب على غسل أبيه. ولو ترك الرضا عليهالسلام بالمدينة لغسَّله ابنه محمّد ظاهراً ، والآن لا يغسّله إلّاهو من حيث يخفى (٢).
رواه الصدوق وقبله قال : إنّ الصادق عليهالسلام إنّما نهى أن يغسّل الإمام إلّامَن يكون إماماً ، ولم يقل : إنّ الإمام لا يكون إلّاالذي يغسّل مَن قبله من الأئمة ، فإن دخل من يغسّل الإمام في نهيه فغسّله لم تبطل بذلك إمامة الإمام بعده. على أنّا قد روينا أنّ الرضا قد غسّل أباه موسى عليهماالسلام من حيث خفى على الحاضرين تغسيله إلّا من اطّلع عليه (٣).
وما أشار إلى روايته هو ما أسنده إلى عمر بن واقد قال : كان المسيّب بن زهير (؟) موكّلاً بالكاظم عليهالسلام يخدمه ، فقبل وفاته بثلاثة أيام دعاه وقال له : إنّي في هذه الليلة ظاعن إلى مدينة جدّي لأعهد إلى ابني علي وأجعله وصيّي وخليفتي وآمره بأمري! قال : فقلت له : يا مولاي! تأمرني أن أفتح لك أقفال الأبواب والحرس معي على الأبواب؟! قال : إنّي أدعو الله عزوجل باسمه العظيم الذي دعا به آصف (وصي سليمان) حين جاء بسرير بلقيس إلى سليمان قبل أن يرتدّ
__________________
(١) الإمام زين العابدين عليهالسلام للمقرم : ٤٠٣.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٤٤ ، الباب ٦٣ ، ط. قم.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٥٨ ذيل الحديث ١٠٤.