ووجّه طاهر بالرأس مع رجل من أصحابه وكتب بالفتح إلى المأمون بمرو ، وسقط الرأس من الحامل قبل مرو بميلين ، فطلبوه فوجدوه فحُمل إلى الفضل بن سهل فحمله إلى المأمون ، ثمّ قرئ كتاب الفتح على الناس ، وخلع المأمون الأمين وطلب منهم البيعة له بالخلافة فبايعوه؟ وسلّموا عليه بها.
وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسول الله ثمّ قال : أيها الناس! إني قد جعلت لله على نفسي أن أُطيعه فيكم ، ولا أسفك دماً لا تحلّه حدوده وفرائضه ، ولا آخذ مالاً ولا أثاثاً ولا نِحلة تحرم عليَّ ، ولا أحكم بهواي في غضبي ولا رضاي ... فإن غيّرت أو بدّلت كنت للغِير مستأهلاً وللنكال متعرضاً! وأعوذ بالله من سخطه وأرغب إليه في المعونة على طاعته وأن يحول بيني وبين معصيته (١)!
وقال المسعودي : إنهما التقيا ، وجعل الخزاعي جيشه كراديس ، واختار من الخوارزمية ومن معهم سبعمئة فصمد بهم في القلب ، وكان مع ابن ماهان من الفرسان العباس بن الليث مولى المهدي العباسي فخرج إلى طاهر وقصده طاهر وضمّ يديه على سيفه وضربه به بيديه جميعاً فقتله وانهزم جيش ابن ماهان ، واختلط الناس فقصد داود سياه إلى ابن ماهان فضربه بسيفه فصرعه ونزل إليه طاهر بن الراجي فذبحه وتمالأ عليه الرجال وتنازعوا في خاتمه ورأسه! ولضربة طاهر الخزاعي بيديه سمّي «ذا اليمينين» وأُتي طاهر برأس ابن ماهان وجثته فأمر بطرح جثته في بئر ، ولبس خاتمه وكتب إلى الفضل بن سهل بالفتح (٢).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٣٦ ـ ٤٣٨.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٣٩٠ ـ ٣٩١ ، وفي مختصر تاريخ الدول : ١٣٣ : داود شاه بدل داود سياه.