عبد الرحمن بن جَبلة وأمره أن يضم إليه من كان في حُلوان فيلاقي طاهراً ، فلقى طاهراً بهمدان في ذي القعدة سنة (١٩٥ ه) فقتله طاهر واستباح كل ما في عسكره. فوجّه الأمين إليه محمّد بن حُميد بن قحطبة الطائي (مولاهم) فبلغ بجمعه إلى حلوان ثمّ تراجع عنه (١).
وأمده المأمون بجيش كثيف مع هرثمة بن أعيَن وكتب معه إلى طاهر : أن يخلّي بين هرثمة وبين المسير إلى بغداد ، وأ مّا هو فيسير إليها ولكن عن طريق الأهواز ، فسار طاهر وافتتح الأهواز والبصرة وواسط والمدائن واحتوى على الكوفة ونزل بظهر الغربيّ من بغداد يحاصرها سنة (١٩٦ ه) وسار هرثمة حتّى نزل ظهر الشرقي من بغداد سنة (١٩٦ ه) (٢) نازلاً بجيشه ممّا يلي النهروان بقرب باب خراسان وثلاثة أبواب أُخرى. وطاهر ممّا يلي باب المحوّل والكُناسة والياسرية ، وهو قد نزل ببستان بجانب باب الكباش الطاهري ، ثمّ نقل طاهر من الياسرية حتّى نزل إلى باب الأنبار وضيّق الحصار على أهل بغداد سنة (١٩٦ ه) وترك الأمين قدماء أصحابه وفرّق في المحدَثين من قوّاده خمسمئة ألف درهم (٣).
وكان على كل عشرة من المقاتلين المُشاة عريف ، وعلى كل عشرة عرفاء نقيب ، وعلى كل عشرة نقباء قائد ، وعلى كل عشرة قواد أمير. فيأتي العريف قدّامه عشرة من المقاتلة على رؤوسهم خوذ الخوص ودُرق البواري! وهم خلق من العيّارين وأهل السجون! وهم عُراة إلّامن تبّان ومئزر ، وقد اتخذوا لرؤوسهم دواخل من الخوص سموها الخوذ ، ودرقاً من الخوص والبواري قد قُيّرت
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٣٨.
(٢) التنبيه والإشراف : ٣٠١.
(٣) مروج الذهب ٣ : ٣٩٩ ـ ٤٠٠.