السجاد عليهالسلام ، وفي هذه السنة الثانية من عهده أعاد حجّه فتزامن مع حجّ الإمام الباقر عليهالسلام (١) وكان مع هشام نافع مولى عبد الله بن عمر ، فنظر نافع إلى أبي جعفر عليهالسلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس فقال نافع :
يا أمير المؤمنين! مَن هذا الذي قد تداكّ عليه الناس؟ فقال : هذا محمّد بن علي نبيّ أهل الكوفة!
فقال : لآتينّه فلأسألنّه عن مسائل لا يجيبني فيها إلّانبي أو ابن نبي أو وصي نبيّ!
قال : فاذهب إليه لعلّك تخجله! فجاء نافع حتّى أشرف على أبي جعفر متكئاً على الناس وقال :
يا محمّد بن علي : إنّي قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان! وقد عرفت حلالها وحرامها! وقد جئت أسألك عن مسائل لا يجيب فيها إلّانبي أو ابن نبي أو وصي نبي! فرفع أبو جعفر رأسه وقال له : سل عمّا بدالك!
قال : أخبرني كم بين عيسى وبين محمّد صلىاللهعليهوآله من سنة؟
قال : أما في قولك فستمئة سنة وأ مّا في قولي فخمسمئة سنة.
قال : فأخبرني عن قول الله عزوجل لنبيّه : «وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ» (٢) فمن سأل محمّد صلىاللهعليهوآله وبينه وبين عيسى خمسمئة سنة؟
فتلا أبو جعفر عليهالسلام هذه الآية : «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ
__________________
(١) ذلك أنّه تملك من سنة (١٠٦ ه) إلى (١٢٥ ه) ولم يحج إلّاهذه السنة كما في تاريخ خليفة : ٢١٣ ـ ٢٣٢.
(٢) الزخرف : ٤٥.