فأمّا الأعمال والحركات فإنها لا وقت لها أكثر من قدر ما تحتاج إليه ، فإذا فُرغ من الشيء انطلق بالحركة وبقي الأثر ، ويجرى مجرى الكلام الذي يذهب ويبقى أثره.
قال عمران : يا سيدي ؛ ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحداً لا شيء غيره ولا شيء معه ، أليس قد تغيّر بخلقه الخلق؟
قال الرضا عليهالسلام : (بل هو) قديم لم يتغيّر بخلقه الخلق ، ولكن الخلق يتغيّر بتغييره. قال عمران : فبأيّ شيء عرفناه؟ قال : بغيره. قال : أي شيء؟ قال الرضا : اسمه وصفته ومشيّته وما أشبه ذلك ، وكل ذلك محدَث مخلوق مدبَّر. قال عمران : يا سيدي ، فأي شيء هو؟ قال : هو «نور» بمعنى أنّه «هاد» خلقه من أهل السماوات وأهل الأرض. وليس لك عليَّ أكثر من توحيدي إياه!
قال عمران : يا سيدي ، أليس قد كان قبل الخلق ساكتاً لا ينطق ثم نطق!
قال الرضا عليهالسلام : لا يكون السكون إلّاعن نطق قبله ، والمثَل في ذلك : أنّه لا يقال للسراج هو ساكت لا ينطق ....
قال عمران : يا سيدي ، فإنّ الذي كان عندي : أن الكائن قد تغيّر في فعله عن حاله بخلقه الخلق.
قال الرضا عليهالسلام : يا عمران ؛ هل تجد الحرارة تحرق نفسها؟ أو هل رأيت بصيراً قط رأى بصره؟
قال عمران : لم أرَ هذا يا سيدي ، إلّاأن تخبرني : أهو في الخلق أم الخلق فيه؟
قال الرضا عليهالسلام : يا عمران ؛ (إنّ الله) أجل عن ذلك ، ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه تعالى عن ذلك ...