الإمام أمين الله في خلقه ، وحجته على عباده ، وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذابّ عن حرم الله.
الإمام المطهَّر من الذنوب ، والمبرّأ عن العيوب ، المخصوص بالعلم ، الموسوم بالحلم ، نظام الدين وعزّ المسلمين ، وغيظ المنافقين وبوار الكافرين.
الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد له بدل ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل من غير طلب ولا اكتساب ، بل هو اختصاص من المفضّل الوهاب.
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره؟! هيهات هيهات ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب ، وخسئت العيون! .. فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟ أيظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول صلىاللهعليهوآله؟! كذبتهم والله أنفسهم ومنّتهم الأباطيل! راموا إقامة الإمامة بعقول حائرة بائرة ناقصة وآراء مضلة ، فلم يزدادوا منه إلّابعداً! ولقد راموا صعباً وقالوا إفكاً! وضلوا ضلالاً بعيداً ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة (وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (١)).
رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله وأهل بيته إلى اختيارهم ، والقرآن يناديهم : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢)) إلى عدة آيات أُخرى.
فكيف لهم باختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول ونسل المطهّرة البتول ، لا مغمز فيه من نسب ولا يدانيه ذو حسب ، في البيت من
__________________
(١) العنكبوت : ٣٨.
(٢) القصص : ٦٨.