قريش والذروة من هاشم ، والعترة من الرسول والرضا من الله عزوجل. شرف الأشراف وفرع عبد مناف. نامي العلم كامل الحلم ، مضطلع بالامامة عالم «بالسياسة» مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله ناصح لعباد الله حافظ لدين الله.
إنّ الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان ... وإن العبد إذا اختاره الله عزوجل لأُمور عباده شرح صدره لذلك وأودع قلبه ينابيع الحكمة وألهمه العلم إلهاماً ، فلم يعي بجواب ولا يحير فيه عن الصواب ، فهو «معصوم» مؤيد وموثّق مسدّد ، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار ، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده وشاهده على خلقه (ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١)).
فهل هم يقدرون على مثل هذا فيختارونه؟ أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه؟! تعدّوا الحق وبيتِ الله (٢)!
المأمون والمتكلمون والرضا في الإمامة :
مرّ الخبر عن استخبار المأمون عن الرضا عليهالسلام كل ما يجري منه وعنده ، فلعل خبر كلام الإمام عليهالسلام في الإمامة والإمام بلغه ، وأراد أن يحرجه فيه أمام أهل الكلام.
نقل الصدوق عن كتاب الأوراق لمحمد بن يحيى الصولي نقله بمعناه قال : اجتمع عند المأمون الفقهاء والمتكلمون ، فدسّ إليهم : أن يناظروا الرضا عليهالسلام
__________________
(١) الجمعة : ٣.
(٢) أُصول الكافي ١ : ١٦٨ ـ ٢٠٣ بتلخيص ، وعنه في الغيبة للنعماني : ١٤٥ ـ ١٤٨ وفي عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢١٦ ـ ٢٢٢ عن غيره.