«بسم الله الرحمنِ الرحیم ، هذا (كتاب حِباء وشرط) ، من عبد الله المأمون أمير المؤمنين ؛ وولي عهده علي بن موسى الرضا ، لذي الرياستين الفضل بن سهل (١) إنا دعوناك إلى ما فيه بعض مكافأتك على ما قمت به من حق الله تبارك وتعالى وحق رسوله صلىاللهعليهوآله وحق أمير المؤمنين! وولي عهده علي بن موسى ، وحق (بني) هاشم التي بها يُرجى صلاح الدين وسلامة ذات البين بين المسلمين ، إلى أن ثبتت النعمة علينا وعلى العامة بذلك ، وبما عاونت عليه أمير المؤمنين! من إقامة الدين والسنة وإظهار الدعوة .. مع قمع المشركين وكسر أصنامهم ، وقتل العتاة ، وسائر آثارك الممثلة للأمصار في «المخلوع» وفي المكنّى «بأبي السرايا» المسمّى بالأصفر ، وفي المسمّى «بالمهدي» محمّد بن جعفر الطالبي ، وفي طبرستان وملوكها «البندار هرمز» و «شروين» وفي الديلم وملكها «مهورس» وفي كابل وملكها «هرموس» ثمّ ملكها «الاصبهبد» وفي «ابن البرم» وجبال بدار بنده ، والغور وغورجستان ، وفي خراسان «خاقان» و «ملون» صاحب جبل التبّت! وفي كيمان والغرغر وفي أرمينية والحجاز وصاحب السرير وصاحب الخزر ، وفي حروب المغرب.
فكان ما دعوناه معونة لك : مئة ألف ألف (مليون) درهم ، ونحلة عشرة آلاف ألف (مليون) دراهم وجوهراً! سوى ما أقطعك أمير المؤمنين! قبل ذلك ؛ وقيمة مئة ألف درهم جوهراً يسير عند ما أنت مستحق له ، فقد تركت مثل ذلك حين بذله لك المخلوع! وآثرت الله ودينه ، وأنك شكرت أمير المؤمنين ووليّ عهده ، وآثرت توفير ذلك كلّه على المسلمين وجدت به لهم!
__________________
(١) هنا في نسخة الكتاب : «في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان من سنة إحدى ومئتين» وهو بخلاف التاريخ الآتي في آخر توقيع المأمون : في صفر سنة اثنتين ومئتين. وهو الصحيح الموافق لموقع الخبر.